نظمت جمعية "أصدقاء البرلمان الأردني”، السبت، مؤتمرها العلمي الخامس بعنوان "التراث والآثار في الوطن العربي” بالشراكة مع الاتحاد العالمي للأكاديميين ورواد العلم العربي.
وأكد مدير عام دائرة الآثار العامة بالوكالة هشام العبادي، خلال رعايته بدء أعمال المؤتمر بجامعة عمان الاهلية مندوبا عن وزير السياحة والآثار نايف الفايز، أنّ التراث الحضاري عنصر مهم من عناصر التطور الإنساني ويسهم بشكل واضح في بلورة الشخصية الحضارية الحالية له.
وبين أنّ المجتمعات الإنسانية تختلف في إرثها الحضاري من حيث عمقه أو بساطته وعدم تعقيده، وأن الإنسان يرث معارف وخبرات من أسلافه يستفيد منها في حاضره ويضيف إليها من خبرته وتجاربه ويطورها بعلمه ومعرفته من أجل بناء حاضره ومستقبله ونقلها للأجيال المقبلة.
وأشار العبادي إلى انعقاد المؤتمر يتزامن مع الاحتفالات بمئوية الدولة الأردنية وإدراج مدينة السلط "مدينة التسامح والضيافة الحضرية” على قائمة التراث العالمي لليونسكو كسادس موقع أردني على هذه القائمة المهمة، مبينا أن اختيار محافظة البلقاء كمكان لعقد المؤتمر ما هو إلا شهادة بأهمية الحدث وإبراز لدور مدينة السلط عبر التاريخ وتأثيرها في بناء الدولة الأردنية.
وبين نائب رئيس مجلس امناء الجامعة الهاشمية الدكتور فايز الربيع، في كلمة ألقاها نيابة عن الأكاديميين والعلماء العرب، أنّ أهمية التراث تأتي من كونه ينمي لدى الجماعات والأفراد الإحساس والشعور بالهوية والاستمرارية ويعزز التماسك الاجتماعي واحترام التنوع الثقافي والابداعي البشري ويساعد على معرفه تاريخ الشعوب، كما يسهم في التقدم الحضاري والفكري.
وأشار إلى أن التراث هو الحاضنة للشعوب على اختلافها وهو ما يمنحها هويتها المميزة ويعد أساسا في قيام الحضارات، كما أنه يعد ناقلا للحضارة والثقافة المحلية والإقليمية ويعبر عنها المراحل التي تعاقبت على ذاكرة الأمة وتاريخها.
وأشار رئيس بلدية السلط السابق المهندس خالد الخشمان إلى دور مدينة السلط في الثورة الفلسطينية عام 1936 ودعمها للثوار، حيث رسمت أجمل صورة للتآخي في ذلك الوقت، مبينا أنها شكلت بثقافتها وضيافتها التاريخية نموذجا فكانت طريقا للحج المسيحي.
وأوضح أنّ البلدية واللجنة الملكية لتطوير المدينة ومؤسسة "إعمار السلط” ووزارة السياحة والمؤسسات العاملة معها، سعت إلى الخروج بملف حيّ لمدينة السلط (التراث المعاش) وأخذت أحكاما تنظيمية خاصة لوسط المدينة، فكان أول تنظيم من نوعه في الوطن العربي، مشيدا بالدور المميز للإعلام في وضع السلط على قائمة التراث العالمي.
وأوضح أنه يتحدث عن جانبين مهمين، الأول المادي وهو الأبنية والثاني طريقة التعامل مع مفهوم التسامح والضيافة الحضرية، مشددا على أهمية أن يحافظ الجميع على هذا الإنجاز المهم.
ودعت المشاركة من ليبيا فاطمة عبدالحميد، إلى وضع إطار استراتيجي لحماية مواقع التراث العمراني لتبقى على قائمة التراث العالمي، مشيرة إلى أن المحافظة عليها يعزز السياحة في الوطن العربي لأنها إرث قومي حضاري وامتداد للهوية.
وقال عضو هيئة التدريس في جامعة العلوم الاسلامية العالمية فرحان الياصجين، إن الأردن يمتاز بتنوع مواقعه التاريخية وهو ما جعل منها إرثا وطنيا حضاريا تصلنا بالماضي، داعيا إلى البناء عليها للمستقبل لنكون جزءا من الأمم المتقدمة.
وأكد أمين عام المؤتمر الدكتور إبراهيم الكلوب، أن عقد المؤتمر جاء بمناسبة الاحتفالات بمئوية الدولة الأردنية وإدراج مدينة السلط "مدينة التسامح والضيافة الحضارية” على قائمة التراث العالمي، مشيرا إلى أن اختيار مدينة السلط كمكان لعقد المؤتمر هو تكريم واحتفال بها بطريقة تليق بتاريخها التعليمي.
وأشار إلى أن عدد المشاركين في المؤتمر زاد عن خمسين باحثا وأكاديميا من 15 دولة عربية، قدموا خلاله أكثر من 30 بحثا علميا وجرى تحكيمها من اللجنة العلمية الخاصة بالمؤتمر ونشر الأبحاث مجانا في مجلتي الجامعة للدارسات القانونية والإنسانية والاجتماعية، مبينا أنه سيجري تكريم الجهات الداعمة للمؤتمر ومن كان له دور رئيس في إدراج مدينة السلط كمدينة تراث عالمية.