اغنية سلوى وين ع رام الله جعلت من هذه المدينة ان تكون اردنية
بكر خازر المجالي
ليس غريبا ان يكون معرضا اردنيا في بلد عربي تكون فيه مثل هذه التصريحات عن جزء من التاريخ ، وما الغرابة ان يسأل المذيع وهو جاهل بالمعلومات شخصا اخر تم تعيينه او له مياومات سفر واقامة وهو جاهل ايضا في تاريخ بلاده .
وهذا ليس بجديد ، شخصيا كنت احضر معارض كتب ومهرجانات فنية في بلاد عربية يكون الجناح الاردني او التمثيل الاردني في أسوأ حالاته ، ومن الوهلة الاولى تلاحظ فقر الشكل والمحتوى ، حتى ان احد المعارض على الاغلب كان فارغا من اي موظف أردني ويكونون خارج المعرض وهذا ليس لمرة واحدة بل لأكثر .
تكون حسابات المعارض والمشاركة فيها واختيار المشاركين على اساس مادي لتوفير النفقات ، وبالطبع هناك اعتبارات اخرى ؟؟
ليس هذا فحسب بل حتى ان بسطات وأكشاك الكتب هنا في عمان – وهي معارض كتاب دائمة - لا تجد عناوين اردنية وطنية الا بالعدد القليل جدا ، بل ان بعض الكتب المحسوبة وطنيا – دون ذكر عنوانها – توضع شكلا مع ابراز صورة الغلاف لهدف أو اكثر .
وليس هذا المهم ما دام اننا نواجه سوء اختيار اعضاء لجان من اجل التطوير وغيرها ويتم الاختيار بشكل فوقي دون اعتبار للكفاءة والمقدرة ، والعامل المهم هنا الصداقة المصلحية باشكالها الدنيا وغير ذلك .
دائما نلاحظ ان موضوع التاريخ الوطني غائب عن اية مهرجانات بسبب سوء التحضير والاعداد ، حتى ان احد المهرجانات حين يتم ارسال مواضيع المشاركة فيه يتولاها اشخاص محددين لتوزيع الادوار بينهم دون اعلام الاخرين لحصر المكاسب مع اقصاء من يعتقدون انه قد يحرز نجاحا . ، ولا اريد الخوض في كيفية تحقيق اي شيء.
لا يوجد من هو وصي على التاريخ ، ولكن علينا ان نتحدث بشفافية ونعرف اين نحن نقف من تاريخنا الوطني ، وبعض الهيئات الثقافية تسعى لاقامة مؤتمرات وطنية لكنها تجد العراقيل من داخل مكاتب المسؤلين خاصة ممن هم حول المسؤول الاول ،
هل لدينا وسائل واستراتيجيات (رغم انني اكره مصطلح استراتيجيات ) في كيفية نشر الثقافة الوطنية في الخارج وكيف نستغل المعارض والمؤتمرات وحتى السياحة في تعزيز والتعريف بالاردن . ؟؟
ما الغريب في ان نقول ان رام الله مدينة اردنية ؟ ربما كان لتأثير أغنية سلوى الاردنية " وين ع رام الله ) في اعتبار ان رام الله مدينة اردنية .
واذا تصفحنا وسائل التواصل حول الكثير من قضايانا سنجد ما هو غريب ومتناقض مقابل ضعف ما ندفع به لهذه التواصل . خاصة في تناول حرب فلسطين 48 ا معركة الكرامة 68 او حتى وحدة الضفتين وفك الارتباط وغيرها .
ما الغرابة اذن ان يكون هناك تصحيح لمسار الثورة العربية الكبرى وقد بدأت من سوريا ولا نعرف اين اتجهت ولكن انتهت في اليمن ، ليس ذلك اغرب ممن لا يستطيع ذكر حدود الاردن ، ولا يعرفون ابسط المفاهيم في سيرة الدولة ، ونحن نتطلع الى نهائية المئوية الثانية لربما يكون قد تحقق لدينا ثقافة وطنية مناسبة ، ونلاحظ حجم المزايدات كبيرا في مسارات غير اردنية لغايات انتخابية بالدرجة الاولى .
ولكن هل يمكن فتح هذا الملف لنعرف كيف تسهم مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز الثقافة الوطنية ؟ هل يمكن ان ندرك ان شعارات بعض الهيئات لا تحمل معنى اردنيا واحدا وحتى بعض الاحزاب ؟ هل يمكن لنا تقييم الانتاج الثقافي لسنة سابقة ومعرفة حجم الاردن الثقافي والسياسي في هذا الانتاج ؟ هناك الكثير ولكن الحديث عن هذا الكثير سينطوي على حساسيات سياسية وغيرها ، ودائما يتم قمع الانتاج الثقافي الوطني والحديث عن الاردن الارض والسكان والتاريخ بدعوى الحساسيات وما شابه .