تمر علينا في شهر تشرين الثاني من كل عام ذكرى معركة السموع الخالدة وهنا لا بد من ذكر دور قواتنا المسلحة الباسلة في هذه المعركة التي قدمت كوكبة من الشهداء منهم الرائد الشهيد البطل محمد ضيف الله الهباهبة والملازم اول الطيار موفق السلطي وغيرهم من شهداء الوطن الأبرار . سنتحدث في هذا العدد عن الشهيد الرائد الشهيد البطل محمد الهباهبة
ولد شهيدنا البطل محمد ضيف الله الهباهبة في بلدة الشوبك عام 1919م، والتحق بالخدمة العسكرية كجندي مشاة بتاريخ 8/9/1941م, تدرج في المناصب العسكرية حتى وصل لرتبة رائد كانت خدمته في الكتيبة الرابعة آنذاك.
اشترك وتميّز خلال خدمته بالدورات التالية: دورة المرشحين, دورة قادة الفئات ، دورة ضباط الرماية الخاصة الأولى ودورة السواقة والصيانة، وقد شهد له من ِقبل قادته المباشرين بحيويته و بكفاءته العسكرية ونشاطه المنقطع النضير. وبعض ما ذكره قادته عنه ( بأنه ضابط مِقدام ، يمكنه أن يكون قائد كتيبة ناجح...
شخصيته العسكرية قوية وممتازة ، فوق مستوى رتبته) ، كما مُنح أثناء خدمته عدداً من الأوسمة والِميداليات تقديراً لكفاءته وشجاعته اللتين تحّلى بهما يذكر منها:
( وسام الاستقلال من الدرجة الرابعة, وسام الكوكب من الدرجة الرابعة, وسام الدفاع, وشارة ذكرى العمليات الحربية بفلسطين ).
كما صدرت الأرادة الملكية السامية بمنحه وسام الإقدام العسكري تقديراً لاستبساله أثناء الاعتداء الغاشم على قرية السموع يوم 13/11/1966م وهو اليوم الذي استشهد فيه وارتقت روحه الطاهرة للرفيق الأعلي
قضى شهيدنا البطل الرائد محمد ضيف الله الهباهبة في معركة السموع حينما توجه مع السرية الثانية من كتيبة عبدالله بن رواحه بناء على أوامر قائد كتيبة صلاح الدين الكتيبه التي تشّرف الشهيد بالانتساب اليها آنذاك لنجدة قرية السمّوع من العدوان الغاشم الذي تعرضت له من قبل العدو بعدما تناهت إليه معلومات تفيد بأن العدو بدأ بالتقدم باتجاه القرية حيث وصل العدو إلى مركز القرية عند مسجدها الكبير وفي هذه اللحظة وقبل أن يصطدم بالعدو- خاطب شهيدنا البطل سائقه قائلاً " له وعينه ُتراقب العدو: ( إما أن تتقدم وإما أن ترجع بالسيارة) ثم قال له ( أعطني سلاحك الرشاش وارجع بالسيارة و انتبه للوثائق والخرائط التي بحوزتك وُعد من حيث أتينا ) وفعلاً تقدم الشهيد البطل الرائد محمد ضيف لله الهباهبة مُقبلاً غير مدبر هدفه صد العدو ومقاومته وهاجسُه الشهادة التي طالما تمناها وأخذ يُصّوب النار باتجاه الأعداء وقتل عدداً منهم وبعد نفاذ الذخيرة سحب مسدسه وبقي يقاتل العدو بشجاعة حتى لاقى وجه ربه ليروي بدمائه الزكية الطاهرة ثرى قرية السموع الارض المقدسة الطهور في 13/11/1966 هذه القرية التي ما زالت تذكره وتذكر مناقبه...
وبعد استشهاده رثاه العديد ممن أحبوه ، نذكر منهم ابن خاله جبريل علي حسن الهباهبة والذي كتب فيه قصيدة رثاء نذكر بعضاً من أبياتها :
وفي ذِكراك تنّهل الدمــــوعُ ....
ويذكرك الأحبةُ...... والســموعُ
فيا ســعداً لمــن روى ثراها وأسقاها من الــدم ِ... النجيعُ
بيوم ٍ للســموعِ على الأعـادي أذاق المعتـدي سـمَّاً نقيعُ....
أيا مقـدامٌ للحّناتِ تســــمى لكم في كلِ بارقــةٍ طلوعُ
وكان مُناك فـي لُقيا الأعـــادي بيـوم ٍ قد يشــيبُ الرضيعُ
فطاب الأصــل من قوم ٍ كــرام ٍ كما طابت من الغالي الفروعُ
لقد سطرت في قدسِ ِ الأقداسِ ِ سفراً
وشاهده من الأرضِ ِ السموعُ...
رحم الله شهيدنا البطل هو وزملاءه الذين سبقوه على طريق العز والشهادة وأسكنهم فسيح جناته....