في فقد اللواء المهندس م نايل محمد عساف الرقاد "ابو محمد"
" يا نايل الخير سلّم عليهم"
ويستمر فقد أصحاب النفوس الكبيرة وكأنها أمست ظاهرةََ في هذه الديار، وكأن ارواح الطيبين تمل هذه الدنيا التي كل من عليها فان وتهوى جنان النعيم ، إنهم يغادرون تباعاََ وبكثرة ودون وداع ويتركون في الأفئدة جروحاََ عميقة لا تندمل ومستحيلة الشفاء، تركونا لكنهم ما غادرونا يوماََ إنهم يعيشون في كل التفاصيل.
عالبال وفي الوجدان بعدهم وما زالوا يا خال، سلم عليهم ، ترى طال الفراق ويذبحنا الإشتياق ، سلم عليهم فالرحيل من الربوع إلى حيث يشاء الرحمن مسألة قطعية محتومة علينا جميعاََ، نؤمن بها قدراََ لابد عنه ولا مهرب ولا مفر منه وحقيقة كما الحياة، ولحاقنا بكم ماهو سوى مسالة وقت ، لا يعلم الموعد إلا الله.
المؤمنون موقنون بأن الأرواح لا ترحل إلا وقد آن أوانها ونالت حقها المقدر لها، لا تستأخر ساعة ولا تستقدم ، وأن الأجل اذا ما جاء انتهت الحياة وتوقف النبض ، وأن الأعمار بيد الله، لكن ما يدعونا للتعجب هو كثرة رحيل أصحاب الأرواح الطيبة، الذين يتركون خلفهم أجمل المواقف والذكريات ، ونتجرع بعدهم بُعدهم المرعب وفراقهم المؤلم ونعاني مرارة الأيام، وسواد سود الليالي ،
يا خال يا نايل الخير رحيلك ايها الطيب الورع التقي ذكرّني برحيل اخي الحبيب وقرة عيني الشيخ ابو البركات سريعاََ بلا وداع وقبله والدي وسندي الغالي ابو عساف وأخيك وقرة عين ابيك المكلوم الدكتور صلاح، هذا الرحيل ترك في عائلتي كما عائلتكم وبيننا وبينكم إرث الخلة والمحبة والود والدم والتراحم، ترك جرحا عميقا لا يندمل إلا بأللحاق بكم والله راض عنا وعنكم ايها الخيرون الغانمون٠
تغادرنا اليوم وتلحق بهذه الأرواح الطيبة والنفوس المطمئنة التي نشم فيها رائحة الجنان التي ذهبت دون أن نشبع من وجودها بيننا وكأنما غادرت على عجل إلى رحاب الله ومحبة قربه ومرافقة أنبيائه والصديقين والشهداء والصالحين بحول الله وتترك هذه الدنيا الغادرة لتخبرنا بأن المؤمنين الطيبين لا يلائمهم التواجد المطول فيها لأنهم لا يجيدون سوى الأيمان والصدق والذين أصبحا غريبين في آخر الزمان هذا .
سلًم على الربع ايها النبيل، سلّم على الغاليين وقل لهم مانسيناكم.