مرحبًا سيدتي منذُ مده لم ارى فستانكِ الاحمر لم أشتمّ رائحة عطركِ بالحي
أيعقل أنكِ حقًا قد رحلتِ من ذاك المنزل المليئ بالفراشات ، الطيور المهاجرة
سيدتي الجرائد ذات المظهر الكلاسيكِ التي كنتِ تقرأينها ما زالت معلقةٌ على الجدار مليئةً بالغباركتاب قصتنا التي انتهت بحفلة صراع مركونًا على الرف هنا طفل من هذا الحي يسألني دومًا هل هي حقًا هاجرت المكان هي يا طفلي خائنه لهذا الحي
هناك رجل عجوز جالس أمام بقالته قد شاب رأسه وهو ينتظر اجابة واحدة لما فعلتيه بالحي أخبرني أنه يرمي الحلوى ارضا ولم يقم ببيعها بعد رحيلكِ
فرشاة معجون الحلاقة التي كنتُ أداعب بها وجنتيكِ قد ذهبت أشلاء بالأرض بعد فقدانكِ
تلك النافذة التي كنت أطل عليكِ منها قد كسرت بحجر من يد طفل يجاهد في اصطياد طير الحساسين الذي كان يأتي من شرفة منزلكِ
خائنة الديار
لم أعد أرى الأشياء بوضوح مثلما كنتُ أراها معكِ كل شيء أصبح باهتًا للغاية كلما مسكتُ شيء اتسخت يدي وامتلئت غبار
هنا قط اهلكه التعب وبأن عليه الحزن بعدما رأى الحديقة خالية منكِ تمامًا مرت الأيام وعُلم أنكِ قد رحلتِ
امرأة في السبعين من عُمرها تقوم كل يوم بجدل خصلاتُ شعركِ اليوم تفتقدكِ بين نساء الحي
حتى رحيلكِ أتى بهدوء لم يشعر به سكان الحي لم يكن هنالك ضجةٌ
الحي هادئ ، حزين جدًا على رحيلكِ
أنا ، العجوز ، الامرأة ، الطفل ، طير الحساسين ، الكتاب ، الفرشاة ، الجرائد ، القط ، الحديقة ، الفراشات ، الجدار ، جميعنا نشتاق لكِ فهل من عودةٌ الى هذا الحي البائس بعدكِ