عقد وفد لجنة الأخوة البرلمانية الأردنية مع دول الخليج العربي واليمن، في العاصمة السعودية الرياض، عدة لقاءات مُنفصلة، مع عدد من كبار المسؤولين السعوديين، تم خلالها بحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وفي مُختلف المجالات، لا سيما البرلمانية منها.
فقد التقى الوفد البرلماني، الذي يرأسه النائب محمد الفايز، مُحافظ الهيئة العامة للتجارة الخارجية عبدالرحمن الحربي، وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالرياض سعد بن محمد العجلان، ونائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لقطاع العمل في السعودية الدكتور عبدالله أبو ثنين، ووكيل وكالة البيئة الاستثمارية الدكتور عايض العتيبي.
ويضم الوفد النيابي كلا من ذياب المساعيد وفراس العجارمه وسالم الضمور وعبدالله أبو زيد وسلامة البلوي وريما العموش وميادة شريم .
وخلال لقاء الوفد البرلماني، بالحربي، أشاد الفايز بالعلاقة التاريخية المُتجذرة بين الأردن والسعودية، والتي أرست دعائمها قيادتا البلدين، وكذلك بالدعم الذي تُقدمه الرياض إلى عمان.
وأكد الفايز أهمية تنمية علاقات التجارة الخارجية بين المملكتين، خصوصًا أن السعودية شريك استراتيجي للأردن، مشيرًا إلى أن حجم التجارة بين البلدين بلغ حوالي 5 مليارات دولار أميركي، خلال العام الحالي.
من جانبه، أشاد الحربي بالعلاقات الأخوية بين البلدين، والتي يرعاها جلالة الملك عبدالله الثاني وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
ولفت إلى وجود عوامل مشتركة بين البلدين، وأن مقومات البنية التحتية والموقع الجغرافي للأردن والسعودية تُعتبر مزايا مكملة لبعضها البعض، ما يخلق فرصًا جديدة للتعاون والاستثمار.
وقال الحربي إن المُنتج السعودي يتمتع بسمعة عالية في الأسواق العالمية، خاصة في الأردن، كما أن المُنتج الأردني يتمتع بسمعة طيبة عند المستهلك السعودي.
من جهتهم، أشاد أعضاء الوفد بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
بدوره، عرض العجارمة لأهمية الربط الكهربائي بين الأردن والسعودية، مشيرًا إلى أهمية عملية تبادل الطاقة الكهربائية بين البلدين ورفع استقرارية الشبكة.
وأشاد الحربي بتعاون البلدين في مجال الطاقة لما فيه خير الشعبين الشقيقين.
وفي اللقاء الثاني، استعرض العجلان العلاقات بين قطاعي الأعمال في الرياض وعمان وسبل تطويرها، بالإضافة إلى تنشيط فرص التعاون التجاري والاستثماري ووسائل تنميتها بين الجانبين.
وقال إن العلاقات الأردنية السعودية مميزة، فهي تحظى باهتمام ملكي من الجانبين، وهي علاقة تقوم على المحبة والتعاون والمصالح المشتركة، مؤكدًا في الوقت نفسه اهتمام بلاده بزيادة التبادل التجاري بين كل الدول العربية، وبالأخص الأردن.
من ناحيته، أكد الفايز رغبة بلاده في تعزيز أواصر التعاون مع السعودية في مختلف المجالات، واستثمار الفرص المتاحة كافة، لتنمية العلاقات، خصوصًا في ميادين الاستثمار والتبادل التجاري والتعاون التقني وتبادل الخبرات بين البلدين.
كما أكد سعي الأردن لاجتذاب المزيد من الاستثمارات السعودية، وتقديم التسهيلات اللازمة لذلك أمام المستثمرين، بُغية تطوير علاقات الشراكة التجارية والاستثمارية مع الرياض، معبرًا عن تطلع الأردن لاستقبال وفود رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين للمشاركة في استثمار الفرص المتاحة في الأردن.
بدورهم، أكد أعضاء الوفد عمق العلاقات الأخوية التي تربط المملكتين، مشيرين إلى الظروف التي تمر بها الأردن جراء جائحة فيروس كورونا المستجد، وانعكاس ذلك على التجارة والاقتصاد.
وشددوا على ضرورة تبني أي حلول ناجعة، من شأنها جذب المزيد من المستثمرين السعوديين.
وخلال لقاء الوفد البرلماني بنائب وزير الموارد البشريه والتنميه الاجتماعيه لقطاع العمل، دعا الفايز إلى زيادة حصة الأردنيين من سوق العمالة السعودي، وربط الاحتياجات المستقبلية السعودية من القوى العاملة مع برامج التعليم والتدريب المهني.
فيما أعرب أعضاء الوفد عن أملهم في زيادة حصة الأردن من المدرّسين في قطاع التربية والتعليم والأكاديميين في الجامعات السعودية، مؤكدين أهمية الموارد البشرية في الأردن، وأنها الرافد الحقيقي للاقتصاد.
في حين أشار العجارمة إلى وجود 400 ألف أردني يعملون في السوق السعودي، مؤكدًا بأنهم كلهم من العمالة الماهرة والمتعلمة.
من جانبه، أشار أبو ثنين إلى كفاءة العمالة الأردنية، قائلًا إنها "مؤهلة ومندمجة في سوق العمل السعودي"، معربًا عن رغبته في التعاون بهذا الشأن مع وزارة العمل الأردنية.
إلى ذلك، استمع الوفد الأردني، خلال لقائه العتيبي في مقر وزارة الاستثمار السعودية، إلى شرح تفصيلي حول عمل وزارة الاستثمار وقدرتها على جذب المستثمرين، وما تقدمه من تسهيلات وتبسيط للإجراءات.
وأعرب الفايز عن أمله في نقل هذه التجرية إلى الأردن والاستفادة من التطور الذي حققته وزارة الاستثمار السعودية بهذا المجال.
ودعا رئيس وأعضاء الوفد إلى تعزيز وتطوير التعاون في قطاعات الصحة والطاقة والمياه، داعين إلى مبادلة التيار الكهربائي مع السعودية.
وجرى خلال الاجتماعات تبادل الدروع التذكارية بين الجانبين.