238731 امين عام وزراة التربية يرد على الفريق المتقاعد موسى العدوان :: وكالة نيروز الاخبارية
2025-12-08 - الإثنين
وفيات الأردن اليوم الإثنين 8-12-2025 nayrouz فضل معارك... صوتٌ إذاعي حمل همَّ الوطن ونبض الناس nayrouz 3 إصابات بانفجار خط بخار في محل تجاري بإربد nayrouz بلدية أم الجمال تعلن عن وظائف في شركة تغذية nayrouz معان.. بدء الأعمال التنفيذية لمشروع مركز السكري nayrouz السفير عاهد سويدات يقدم أوراق اعتماده إلى الرئيس الجزائري nayrouz ترامب متفاجئ: «ابنتي أيفانكا أصبحت يهودية!» nayrouz مدير تربية جرش يتفقد سير العمل في الجناح الفندقي ويطّلع على جاهزية المشاغل المهنية في مدرسة حسن الكايد الثانوية المهنية للبنين nayrouz الاديبة الدكتورة سارة السهيل تشارك الاخت الراهبة كارولين بدر في إضاءة شجرة عيد الميلاد في مدرسة راهبات الوردية بالشميساني...صور nayrouz الدوري الانكليزي: غويهي يقود كريستال بالاس للفوز امام فولهام nayrouz الافتتاح التجريبي لمركز المفرق للخدمات الحكومية الشاملة nayrouz "إدارة وتشغيل الموانئ": عودة حركة الشحن والمناولة إلى طبيعتها nayrouz الدكتور عارف الجريري يقود إنجاح مؤتمر اللفة العربية السابع في جامعة الشرق الأوسط nayrouz الاردن .. مجلس الوزراء يعيد تشكيل مجلس الأوقاف في القدس nayrouz الملك يستقبل السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة nayrouz تعادل سلبي يؤهل فلسطين وسوريا إلى ربع نهائي كأس العرب nayrouz تعيين الدكتور رياض الشياب أمينًا عامًا لوزارة الصحة nayrouz الخفش تكتب مقال بمستوى الأمسية "وكأني ما زلت هناك " nayrouz أحدث جنون التكنولوجيا.. كلاب روبوتية بملامح مليارديرات في معرض بالولايات المتحدة nayrouz تهنئة وتبريك للدكتور طلال الدحيم بني خالد بمناسبة حصوله على الدكتوراة nayrouz
وفيات الأردن اليوم الإثنين 8-12-2025 nayrouz شكر على تعاز من قبيلة بني صخر بوفاة المرحوم هيثم محمد منصور الطراد الزبن nayrouz رحيل صاحب الأثر الطيب.. الكرك تودع المهندس الشاب "صبحي الزمر" إلى مثواه الأخير nayrouz وفاة الحاج محمد وهيدان المذهان الجبور "أبو سلمان nayrouz شخانرة يكتب في الذكرى الثانية لوفاة والدته رحمها الله nayrouz وفيات الأردن الأحد 7 كانون الأول 2025 nayrouz وفاة المهندس جادالله سعود ندى عبيدات "ابو مجدي". nayrouz وفاة رجل داخل سوق الحلال في مأدبا وسط الازدحام الخانق nayrouz وفاة الشيخ الحاج علي فرحان الطهاروه nayrouz وفاة الشاب امجد دحام الدريبي الزبن nayrouz وفاة الحاجة منيفه سلامه النجم الخضير "ام هاني" nayrouz وفيات الأردن ليوم السبت 6 كانون الأول 2025 nayrouz وفاة سلامه سويلم المناجعه "ابوصالح " بعد صراع مع مرض عضال. nayrouz وفاة ماهر أمين القدومي أبو ليث في الأغوار الشمالية” nayrouz الحاج محي الدين إبراهيم الكيلاني "أبو أحمد" في ذمة الله nayrouz شكر على تعاز nayrouz قبيلة بني صخر عامة والسلمان الخريشا خاصة تشكر المُعزّين بوفاة المرحمة مني علي الرشيد زوجة المرحوم ممدوح خازر سلمان الخريشا ووالدة المحافظ حاكم ممدوح الخريشا nayrouz وفاة الرائد محمد قاسم الحراحشة.. nayrouz وفاة الحاج زهري محمود فلاح الجعافره " ابو صلاح" nayrouz وفاة الرائد محمد قاسم الحراحشة من الخدمات الطيبة nayrouz

امين عام وزراة التربية يرد على الفريق المتقاعد موسى العدوان

{clean_title}
نيروز الإخبارية :

في الردِّ على مقالِ العمِّ العزيزِ سعادةِ الفريقِ موسى باشا العدوان أبي ماجد حفظَهُ الله ورعاهُ: بعنوان:( دور المعلم والتعليم في نهضة الأمة)…

خالصُ التّحايا ووافرُ الاعتزازِ بقامتِكَ العسكريّة الرّفيعةِ الّتي تشاركُنا همَّ الوطنِ، وهمّ التّربيةِ والتّعليمِ، وهمّ الحلمِ الجميلِ الّذي لا يغادرُ أهدابَ العينِ، ولا يبارحُ سويداءَ القلبِ. 
ولأنّنا أنصارُ الحقِّ نيمّمُ وجوهَنا حيثُ سطعَ بنورِهِ، كانَ حريًّا بنا أنْ نتوقّفَ عندَ بعضِ النّقاطِ، لا من بابِ الرّدِّ والجدلِ، لكن من بابِ التَّوضيحِ، وإجلاءِ الحقيقةِ، لا يشوبُها ظنٌّ ولا يخالطُها ادّعاء.
ولعلَّ منَ المناسبِ أنْ نبدأَ بما يواجهُهُ حقلُ التّعليمِ في أردنِّنا الحبيبِ من تحدّياتٍ مشتركةٍ مرَّتْ بها الإنسانيّةُ جمعاءَ، إضافةً إلى الفجوةِ الّتي يواجهُها العالمُ العربيُّ كعالمٍ نامٍ بينَ ما تتطلّعُ إليهِ الأهدافُ، وبينَ ما يفرضُهُ الواقعُ من تحدّياتٍ ماديّةٍ وبشريّةٍ وسياسيّةٍ تحولُ دونَ تحقيقِ هذه الأهدافِ بالسّرعةِ المنشودةِ، وبالنّوعيّةِ المُرضِيَةِ. ناهيكَ عنْ تحدّياتٍ شرّفَ بها اللّهُ هذا الثّرى الطّيبَ الّذي ما أوصدَ أبوابَهُ يومًا في وجهِ لاجئٍ أو مهاجرٍ على امتدادِ ما يزيدُ عن نصف قرنٍ، توالَتْ فيه الهجراتُ بأعدادٍ ما كانٍ لبلدٍ أنْ يتّسعَ لها، إلا إنْ كانَ بحجمِ بعضِ الوردِ. وكانَ آخرَها اللّجوءُ السّوريُّ الّذي كانَ تحدّيًا عميقَ التّأثيرِ، إذ أبتْ أعرافُ النّشاما إلا أن يدرسَ الأشقّاءُ السّوريّونَ على أيدي معلّمينا المؤهّلينَ الأكفاء، وعلى المقاعدِ نفسِها الّتي يدرسُ عليها الأردنيّونَ، وأن يتشاركوا معهم المنهاجَ خبزًا للمعرفةِ، والغرفَ الصّفّيّةَ حلقاتٍ للنّورِ، متحمّلينَ هذا التّحدّي بقلوبٍ يملؤها الرّجاءُ أنْ نكونَ على قدرِ الاستفاضةِ، دونَما تقصير. ونحنُ لا نملكُ أنْ ننكرَ وجودَ التّحدّياتِ لأنّها جزءٌ من واقعِنا، لكننا نتطلّعُ إلى كلِّ العقول النيّرة الّتي يمكنُها أن تسعفَ هذا الواقعَ، وترأبَ تصدّعاتِه، وتسدَّ فجواتِهِ بما تقدّمهُ من أفكارٍ داعمةٍ بنّاءةٍ، تشدُّ العزائمَ، وتوقظُ الهممَ. 
ومع ذلكَ فإنَّ هذه التّحدّياتِ ما زادتْنا إلّا تمسُّكًا بمبادئِنا وثوابِتِنا وخطوطِنا العريضةِ في القيمِ والأخلاقِ ومبادئ السّلوكِ، ومناهجُنا ما كتِبَتْ يومًا بأيدٍ غيرِ أردنيّةٍ؛ إذْ إنَّ لدينا من الكفاءاتِ المتخصّصةِ المبدعةِ في هذا المجالِ ما يُغنينا عن الاستعانةِ بغيرنا، وما يكفي لأن يكونَ النّواةَ الأولى لمناهجِ كثيرٍ من الدّولِ الشّقيقةِ. ولدينا منَ الاستقلاليّةِ السّياسيّةِ العلميّةِ القيميّةِ، ما يُحصِّنُنا منَ التّبعيّةِ لأيِّ جهةٍ تفرضُ علينا ما نضمِّنُهُ مناهجَنا، وما نملأُ به عقولَ أبنائنا ووجدانَهم، وإنْ كانتْ الإشارةُ هنا تخصُّ مناهجَ كولينز في العلومِ والرّياضيّاتِ، وهي قضيّةٌ قديمةٌ، فإنّنا نؤكّدُ على أنَّ استعانتَنا بها لم تزدْ عمّا قمتَ به سيادةَ الباشا من استعانتِكَ بما أوردتَه عن "المارشال مونتغمري" في كتابِهِ "الطّريق إلى القيادة"، فما كلُّ استعانةٍ تفريطٌ بالمبادئ، ولا كلُّ تضمينِ تبعيّة؛ إذْ يفرضُ علينا الانفجار المعرفيّ أن ننفتحَ بعينِ المتبصّرِ على ما يحيطُ بنا من صورِ التّطوّرِ في مجالِ المناهجِ. نضيفُ إلى هذا أنَّ العلومَ والرّياضيّات منَ العلومِ البحتةِ، الّتي تأتي فيها القيمُ في الحدودِ الدّنيا بما تسمحُ به الموضوعاتُ. أمّا مباحثنا الإنسانيّةُ فهي نتاجُ جهدٍ أردنيٍّ خالصٍ، بمعارفِها، ومهاراتِها، وقيمِها واتّجاهاتِها، وصنيعُ خبراتِ إدارةِ المناهجِ في وزارةِ التّربيةِ والتّعليمِ والمركز الوطنيِّ للمناهجِ. 
أمّا المعلّمُ الأردنيُّ فهو محطُّ تقديرٍ من وزارتِهِ ودولَتِهِ، ومليكِهِ، ولم نقفْ يومًا موقفَ المعارضِ لهُ، بلْ كُنّا على الدّوامِ خيرَ عونٍ لهُ، وما المكرمةُ الملكيّةُ السّاميةُ في تعليمِ نسبةٍ من أبناء المعلّمينِ في الجامعاتِ، وما برامجُ التّنميةِ المهنيّة المستمرّة، وأنظمةُ الرّتبِ والحوافزِ إلّا ترجمةٌ حقيقيّة لمساندةِ المعلّمِ في تطوير أدائهِ، وتنميةِ مهاراتِهِ والارتقاءِ بمستواه، ما ينعكسُ إيجابًا على نوعيّةِ التعليمِ المقدّمِ لأبنائنا، وعلى دخلِ المعلّمِ؛ ما يزيدُ من أمنهِ الوظيفيّ، وينعكسُ إيجابًا على الجانبِ الاقتصاديّ من حياتِهِ، جنبًا إلى جنبٍ معَ تحسّنِ نوعيّةِ الخدمةِ التي يقدّمها. وما كنّا يومًا ضدَّ نقابةِ المعلّمين، لكنّنا كنّا في صفِّ الوطنِ دائمًا، هو أولى أولويّاتِنا، نُدني من يُدنيه ونُقصي من يُقصيه.
أمّا إنجازاتُنا فهي الّتي تشهدُ لنا، وهي أبعدُ ما يكونُ عمّن يعمل جاهدًا على الغرقِ في التّخلّفِ وإهمال التّعليمِ، لا قدّرَ اللهُ، وإنَّ الجهلَ بهذهِ الإنجازاتِ لا ينفي وجودَها؛ لأنّها حقائقُ ساطعةٌ كالشّمسِ نفاخرُ بها، كنّا قد أعددْنا فيها نخبةً من الطّلبةِ الأردنيّين المتميّزين في مختلف المجالاتِ، قادةً للمستقبلِ كأولئك الّذينَ أشرتَ إليهم سعادتك في اقتباسِك. ونذكرُ من هذهِ الإنجازاتِ على سبيلِ المثالِ لا الحصرِ ما يأتي:
نتائج الطّلبة الأردنيّين في مسابقات الرّوبوت والذّكاء الاصطناعيّ والبرمجة والعلوم والهندسة لعام 2021:
1- مسابقة كأس العرب للبرمجة و الذّكاء الاصطناعيّ:
الأردنّ يحقق لقب بطل العرب في مسابقة كأس العرب للبرمجة والذّكاء الاصطناعيّ لعام 2021 من بين 3500 طالب من معظم الدّول العربيّة، من خلال الطّالبة المميّزة لين الفتيانيّ / قصبة عمّان، وحصول الطّالبة زينة نوفل / قصبة عمان على جائزة التّصميم والبرمجة.
2- أسبوع البرمجة العربيّ بتنظيم من المنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعلوم ( الإلكسو) / تونس:
حصل الأردنّ على جائزة المركز الثّالث في مسابقة الأسبوع الذّهبيّ لأكثر الدّول نشاطًا ومشاركة وتفاعلًا بتسجيل 2106 مشاركة في المسابقة.
فازت مدرسة ريحانة بنت زيد الثّانوية المختلطة / الزّرقاء الأولى بالمركز الثّاني في مسابقة المدرسة الذهبيّة المخصّصة لأكثر المدارس نشاطًا ومشاركة وتفاعلًا، بعد أن سجّلت المدرسة 270 مشاركة في الأسبوع العربيّ للبرمجة.
وفازت مدرسة الجزائر الأساسيّة / قصبة عمان بجائزة المركز الثّاني في الزّخرفة، وحصلت المدرسة على لقب فريق زخرفة العرب في المسابقة.
وفازت مدرسة فاطمة الزّهراء الأساسيّة المختلطة / الزّرقاء الأولى بالمركز الأوّل بجائزة المعرض الذّهبي في أسبوع البرمجة العربيّ.
3- مسابقة فيرست جلوبل العالميّة للرّوبوت والذّكاء الاصطناعيّ:
شارك في المسابقة فريق مكوّن من 7 طلاب من مدرسة الملك عبد الله الثّاني للتّميّز / الطّفيلة، وحصلوا على شهادة مشاركة وتقدير.
4- المعرض الدّوليّ للعلوم والهندسة ( ISEF ):
حصل الطّالبان حمزة عربيّات وعمر عرفة / مدرسة اليوبيل على جائزة المركز الثّاني من الجوائز الكبرى على مستوى العالم للمعرض الدوليّ للعلوم والهندسة ISEF REGENERON 2021 في مجال العلوم الإنسانية والسّلوكيّة.
وحصلت الطالبتان زينة الشّريدة و جود محمد على الجائزة الخاصة Special award مقدمه من American Psychological Association.
5- أولمبياد اللّغة الانجليزيّة ( ELO ):
حصل فريق مدرسة القادسيّة الثّانويّة للبنات / مديريّة تربية عين الباشا على جائزة المركز الثّالث بأولمبياد اللّغة الإنجليزيّة، وبمشاركة ٢٥ فريق من المدارس الحكوميّة والمدارس الخاصّة النّظامين الوطنيّ والأجنبيّ.
نضيف إلى ما سبق فوز الطّالب الأردنيّ عبد الله أبو خلف بلقب بطل تحدّي القراءة في دورتِه الخامسة عام 2021، وانتزاعه هذا اللّقب من بين أكثر من 21 مليون متسابق، يمثلون 52 دولة، 96 ألف مدرسة.
هذا وقد أشارَتْ نتائجُ الدّراسةِ الدّوليّةِ (TIMSS 2019) تحسنًا واضحًا ظهر في متوسِّطِ أداء طلبةِ الأردنِّ في مبحثي الرّياضيّاتِ والعلوم للصّفِّ الثّامن؛ مقارنة بنتائج دورة (TIMSS 2015)؛ إذ نجد ارتفاعًا في متوسّط علامات الطّلبة في الرّياضيّات بمعدّل (34) درجة، وفي العلوم بمعدل (26) درجة، ونجد تقدّمًا أيضًا في ترتيب طلبة الأردنّ بمعدل (3) رتب في الرّياضيات ورتبة واحدة في العلوم.

وتصدّر الأردنُّ قائمة الدّول العشرة الّتي أظهرَتْ تحسنًا في نسبة الطّلبة الّذين وصلوا إلى مستوى الأداء المقبول في الرّياضيات، وبمقدار من التّحسّن بلغ (15%)، في حين بلغ مقدار التّحسّن في العلوم (9%)، وجاءَ الأردنُّ بالمركزِ الثّاني من بين (13) دولة أظهرت تقدمًا في مبحث الرّياضيّات، والثّالث بين (11) دولة في مبحث العلوم مقارنة بأدائها في دورة (TIMSS 2015).
إنَّ هذه الإنجازاتِ وغيرَها هي الشّاهدُ والشّهيدُ علينا، إذْ تظلُّ ضمائرُنا متيقِّظةً متأهبةً وإن أخذَ التّعبُ من أجفاننا سِنةً فأغمضناها برهةً على وجلٍ. 
هذا هو همُّنا المشتركُ الّذي لا يختلفُ عن همّكَ، غيرَ أنَّ لكلٍّ منّا بوحَهُ، يصدحُ بهِ كيفما شاءَ، شاكرًا لسعادتكَ ما جدتَ به علينا من أفكارٍ، ومن سعةِ صدرٍ تتسعُ لنا إذا نحملُ أقلامَنا، ونخطُّ بها مزيجًا من آمالِنا وآلامِنا على الورقِ ... 
نوّاف العجارمة.

وهذا مقال العدوان وجاء بعنوان :
دور المعلّم والتعليم في نهضة الأمة
  موسى العدوان 

قبل ما يزيد على ستة عقود، كتب المارشال مونتغمري في كتابه " الطريق إلى القيادة " الكثير من المعلومات التي تتعلق بالقيادة العسكرية، مقرونة بالقيادة المدنية، بعد خبرته الطويلة من التعامل مع القيادات العسكرية والقيادات المدنية. وفيما يلي اقتباس بتصرف مما ورد في ذلك الكتاب :

 " يندر أن نجد في شخص ما كل الصفات المطلوبة في القائد الناجح. ولكن يمكننا بالتمرين والتدريب أن نفعل الكثير، في سبيل خلق وتنمية الصفات اللازمة، مع عدم التوسع في هذه التجربة، وإلاّ وقعنا في غلطة كبيرة. ولهذا يجب أن نحصر جهودنا في العناصر الصالحة، وإزالة الصدأ عن القادة الأقوياء من الشعب، وهم فئة قليلة يجب تدريبهم في أضيق نطاق ممكن.

من الواضح أن الأمة، لا يمكنها أن تنجب العدد الكافي من الرجال، الذين تتوفر فيهم الصفات الأساسية للقيادة، ما لم تُحَدّد مناهج التعليم تحديدا سليما، وهذا أصعب ما في الموضوع. وعليه يجب اتباع أسس معينة في النُظم التعليمية، وأول هذه الأسس هو " اختيار المدرّس الصالح ". 

والملاحظ أن المدرّسين في الهيئات التعليمية ببعض الدول، لا يتقاضون رواتب مجزية. فالمدرّس الذي لا يتقاضى راتبا مجزيا، غالبا ما يكون ضيّق الأفق، لا يتصرف إلاّ في نطاق محدود، لا يتيح له التفرغ والاتصال بتلاميذه والإشراف عليهم وبحث مشاكلهم.

لذلك يجب أن نوجد في مدارسنا مدرّسين من الفئة الممتازة، وأن نمنحهم رواتب مجْزية. فإذا ما وفرنا النظام التعليمي السليم والمدرّس الممتاز، وجب علينا أن نهتم بالنواحي الدينية، فنضع التعليمات المنظِمة لها بالتعاون مع رجال الدين.

 وبصفة عامة، يجب أن نوفر المدارس والتعليم الصحيح للطلبة، لكي يصبح خريجوها قادة في المجتمع، يستطيعون معالجة المشاكل التي تواجههم في الحياة العملية، من زاويتها الصحيحة ". انتهى الاقتباس.
                                            * * * 
التعليق :  

لا شك بأن التعليم والمعلم الكفؤ، هما الوسيلة الأساسية للتطور ونهضة الأمة. وقد أدركت دول العالم المتقدم هذه الحقيقة، فركّزت حهودها عليها، وطورت مجتمعاتها في مختلف مناحي الحياة، حتى تمكنت من امتلاك التقنبات المتطورة وغزو الفضاء.

 هناك دول أهملت هذا الجانب، فبقيت تعاني من الفقر والفساد وتواجه الجهل والتخلف. وهناك دول كانت تعاني من الفقر وقلة الموارد في منتصف القرن الماضي، كما في دول جنوب شرق آسيا، ولكنها اهتمت بالعلم والمعلم، ومنحت المعلم أمتيازات مالية واجتماعية غير مسبوقة، فنهضت من التخلف، وأصبحت في طليعة الدول المتقدمة، صناعيا واقتصاديا خلال فترة وجيزة.

وإذا ما نظرنا إلى وضعنا في الأردن، فسنجد أننا نعمل جاهدين على الغرق في التخلف، وإهمال التعليم والمعلم اللذين هما أساس التطور. فعلى سبيل المثال، راتب المعلم لا يكاد يفي بمتطلبات معيشته الأساسية، مما يضطره للبحث عن عمل آخر إلى جانب عمله قد لا يناسبه، ولكن مكره على ذلك كي يواجه احتياجاته الضرورية.

وأما المناهج الدراسية في مختلف صفوف المدارس والجامعات، فيجري تعديلها بما يُفرض علينا من الخارج، بعيدا عن التربية الوطنية والدينية، التي اعتدنا عليها في الماضي. وحتى نقابة المعلمين التي وُجدت رسميا للحفاظ على حقوق المعلمين ورفع سويتهم، جرى حلها وزجّ بعض معلميها في السجن.

 فكيف والحالة هذه، يمكن للمعلم أن يصنع قيادات واعية في المجتمع، طالما أنه محتاج للمال ولا يحظى بالاحترام بل يُهان من قبل الدولة أمام طلابه وجمهوره ؟

ونتيجة لما تقدم بقينا في الأردن ندور ضمن محيط الدول المتخلفة، غير قادرين على صنع قادة وطنيين ينهضون بالدولة، فأصبحنا ننتظر العون والمساعدة من الآخرين، رغم توفر مختلف الموارد الكافية لديها، ووجود عقول خلاّقة بين مواطنبنا، أهملنا العناية بهم وتأهيلهم، وعندما سنحت الفرصة لبعضهم في دول أجنبية فقد أبدعوا وأظهروا مواهبهم. وهنا أود التذكير بمطلع قصيدة للشاعر احمد شوقي حين قال :

 قُـــم لِلمُعــــَلِّمِ وَفِّـــهِ التَبجيلا * * كــــادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
 أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي * * يَبني وَيُنشِئُ أَنفُســًا وَعُقـولا
 سُبـحانَـكَ الـلَــهُمَّ خَيــرَ مُـعَلــــِّمٍ * *عَلَّمتَ بِالقَلـَمِ القُرونَ الأولى

التاريخ : 10 / 12 / 2021