ان الاعلام الثقافي يعتبر من اهم تخصصات مهن الاعلام ويحتل حيزا هاما , لانه يتعامل مع جمهور نوعي وعلى قدر عال من الثقافة ومعني ومهتم بالعمل الثقافي بكافة اشكاله , ويمتلك العلم والمعرفة والمهارات العالية في التخاطب وبث المعلومات والافكار واستخدام اللغة العربية بمفومها الشامل والواسع بالاضافة الى الاشارات والايماءات والتعبيرات الوجهية التي توحي بالكثير من الرسائل والعبر.
الاعلام الثقافي المتخصص يخاطب العقول والكفاءات بمستوى عال من الحكمة والمعرفة , ويبحث في العمق و يختار المعلومات والاخبار الواقعية , والدقيقة والموثقة من مصادرها الرسمية , ويقوم بصناعة المحتوى الاعلامي بكل احترافية ومهنية و امانة ومسؤولية , ويعمل على ايجاد وخلق بيئة صحية سليمة ومناسبة بين الكتاب والادباء والمفكريين والجسم الثقافي بشكل عام , وينقل الاخبار والاحداث وكل ما يستجد على الساحة الثقافية بمهنية عالية وباسلوب ادبي متزن ويبثه للجماهير لتحقيق المنفعة العامة .
الاعلام الثقافي لا يقتصر دوره على نقل وتغطية الفعاليات والانشطة والبرامج الثقافية وابراز دور الرموز الثقافية وانتاجهم الابداعي الادبي والفكري والثقافي بل يتعدى ذلك بكثير , فهموم الوطن والتحديات والقضايا والاحداث التي تعصف بالمجتمعات على سلم اولوياته , فالثقافة العالية والمتنوعة التي يتمتع بها العاملون بهذا المجال يحتم عليهم ان يكونوا قادة للعقول بالتوعية والتثقيف والتنوير ورفع المستوى الفكري والثقافي والمعرفي , ويوجهون الراي العام نحو العمل الجاد والدؤوب والبناء والتنمية الشاملة , فهناك الكثير من العاملين في المؤسسات الاعلامية بالشأن الثقافي من الذي تقاعسوا في واجبهم الفكري والثقافي تجاه الوطن والمواطنين وسجل بحقهم التخاذل والتقاعس والجبن والخيانة .
المطلوب اليوم من الاعلام الثقافي الذي يمتلك الحكمة والمعرفة وقوة التفكير والرؤية المستقبلية ان يقدم قراءة دقيقة لواقع المجتمع و يحلل ويوجه وينتقد ويضع الحلول والمقترحات وكل ما يخدم المصلحة الوطنية او المصلحة العامة , ويحرص كل الحرص على وحدة الوطن وامنه واستقراره , وتعزيز الثوابت الوطنية والدينية والاخلاقية , والمواطنة الصالحة , وحقوق الانسان ,والقيم الايجابية ونبذ السلبية ومحاربة السلوكيات الخاطئة والافات الاجتماعية والتضليل الاعلامي .