اعلم ياصاح أنه لايخلو انسان من الخير، والطيبة، حتى عنترة غير المسلم يعلمنا الوفاء للجار فيقول:
وَأَغَضُّ طَرفي ما بَدَت لي جارَتي.
حَتّى يُواري جارَتي مَأواها.
إِنّي اِمرُؤٌ سَمحُ الخَليقَةِ ماجِدٌ.
لا أُتبِعُ النَفسَ اللَجوجَ هَواها.
وأخيرا...
لا تصادق متذمراً، صادق من إذا تحدث أبهج، وإذا فعل أنتج، وإذا جلست مجلسه أضاف لحياتك علماً جديداً ، صادق من يحدّثك عن الجمال، والحب، والاطمئنان ، صادق من إذا رأيته ابتسمت، وإن خرجت من عنده أحببت الحياة.
واعلم أن الايجابية، والسلبية عدوى تنقل إلينا عند مجالسة الآخرين.
من بشائر القرآن. قال تعالى : كلا والقمر والليل إذ أدبر والصبح إذا أسفر .
من عظمة القرآن ودقته وبلاغته أنه استعمل إذ الظرفية مع الليل، واستعمل إذا مع الصبح ، أتدرون لماذا؟
وهل كان يستوي أن يسبق كلمة الليل إذا، أو أن يسبق كلمة الصبح إذ؟
تأمل معي:
إذ ظرف لما مضى من الزمان ، وهي بشارة لنا بأن الليل، والقهر، والشدة، والعسر... إلى انحسار، وزوال، وانتهاء.
واستعمل إذا مع الصبح لأن إذا ظرف لما يستقبل من الزمان للدلالة على أن النصر، واليسر والفرج قادم لا محالة ، فهل هناك أعظم من هذه البشارة من رب العالمين؟