أنا أفهم أن مواطنا بسيطا خرج في حراك ورفع السقف .. أفهم ذلك ، أفهم المسيرات والغضب وحتى الهتاف اتجاه النظام السياسي .. كل ذلك أفهمه ..واتقبله.
لكني لا أفهم .... أن رجلا في الأردن كان محط إعجاب شمعون بيريز ، وبيريز ذاته وصفه بالمحب لإسرائيل، وقال عنه أنه تعاون معنا لإسقاط نظام صدام حسين يصبح معارضا ...
لا أفهم أيضا أن مؤسس الإنتهازية السياسية .. الذي كان يجلس معنا في الحواكير البعيدة عن عمان ، وفي اليوم الثاني يكتب تقريره للبطيخي .. ونسخة للسفارة الأمريكية ونسخة ..لولي نعمته .. يصبح معارضا ..
لا أستطيع أن استوعب أيضا أن ( رهيجة) تنتج معارضا وخائفا على الوطن ...
هؤلاء باختصار لديهم مجسات أمريكية وأخرى إسرائيلية ، وربما أرسلت لهم السفارة الأمريكية هنا ..إشارات عن عدم رضى نائبة الرئبس الأمريكي عن الحريات في الأردن .. وبالتالي فهموا الإشارة بشكل خاطيء ...أو بشكل انتهازي ، ومباشرة تقمصوا دور ( الجلبي) في العراق . وانتقلوا للمعارضة كي يقدموا أنفسهم .. على أنهم التحالف الجديد للأمريكان في حال اهتز الأردن ...أو اهتز النظام ..
يا إلهي كم يظلم هذا الوطن ؟ ... فالكل يريد أن ينتقم منا ... الكل يريد أن يوظفنا لصالحه ... حتى ( رهيجة) تريد ضمنا لصالحها ..
الشعب الأردني حر وحي وعظيم وكبير ولابد من يوم يأتي يقزمهم فيه ... مهما ارتفع كعبهم