قضية الطفل ريان التي شغلت الرأي العام ووحدت مشاعر الشعوب العربية كما يقال ..
" ريان" طير من طيور الجنة وباباً من أبوابها ولك من اسمك نصيب أيها الجميل ..لا أرغب بالتقليل من حجم المأساة والوضع الانساني الصعب لوالديه ولمحبية وللطفولة، في الوقت الذي لا اريد تهويل وتعظيم الأمور باعتبار " ريان " طفل الانسانية" وباقي اطفالنا ينعمون بأمن وسلام وحياة كريمة..
اترحم على ريان وعلى غيره من اطفال العالم وانا شخصيا لا استثني احدا من الدعاء والرجاء لأن الله رب العالمين وارحم الراحمين وما يجمع البشرية بينهم هي الانسانية، أما باقي الأمور فهي تفاصيل ..وتحديدا عندما نتحدث عن الأطفال والطفولة فهما أساس الإنسانية ومعانيها
تابعت كغيري من المشاهدين العملية الاستشهادية التي تمت لاستخراج جثة "ريانة" وكنت أتمنى أن يرد سالما الى حضن والديه ، ولكن قدر الله ما شاء فعل ، وما ادهشني بصراحة هو ردود فعل الناس والضجيج
والنواح والحزن الذي عمّ مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت مجرد صيحات ودعاء بدون تعقل …
وأود ان اورد بعض الملاحظات التالية :
١- السذاجة لدى البعض أو سقف التوقعات العالية بخروج هذا الطفل بعد خمس ايام من سقوطة في البئر المرعب ، ان يبقى على قيد الحياة وكأننا نشاهد فيلمًا هنديا أو نعيش في عصر المعجزات ..مستبعدين فكرة بانه طفل صغير لم يتجاوز عمره الخمس سنوات،
قد يقتله الخوف او الجوع او ربما البرد ،
ولا ندري حجم الاصابات التي تعرض لها من جراء سقوطه …..وأيهما كانت أشد قسوة عليه وكل واحدة من هذه الأعراض تكفي لقتله وإغلاق عينيه في عتمة هذا البئر
الذي حفره والده لجمع ماء المطر
فامتلأت الحفره بدموع طفله .
٢- التعاطف غير المسبوق مع الحدث رغم أن الأطفال في عالمنا العربي البائس يعيشون أسوأ الظروف ويفتقدون الأساسيات الضرورية للحياةً
وطالما أن لدى الشعوب العربية هذا الحجم والتعاطف والانسانية للطفل ريان ،فأين الانسانية مما يحدث لأطفالنا في باقي أنحناء وطننا العربي كأطفال فلسطين وسوريا واليمن ولبنان والعراق وليبا …الخ ٣- لماذا لم نستفد من الحدث المؤلم رغم قسوته بقوانين وانظمة تحمي الطفولة؛ تجنبا لتكرار مثل هذه الحادثة مستقبلا ٤- لا يوجد لدينا الخبرة والجاهزية للتعامل مع مثل هذه الأحداث ٥- الاعلام وأهميته في تضخيم الحدث أو التقليل من شأنه ..اذ تصدر الحدث الخبر الرئيس لعدد من الفضائيات ..وهذا يعني اذا اراد الاعلام فيمكن لأي حدث اعتباره حدثا دوليا او اخفاءه ..فهو أخطر سلاح في وقتنا الحاضر ..
والأسئلة المشروعة : هل من عبرة ودرس من هذا الحدث أم سيبقى حدثا نرويه كقصة عابرة مستقبلا أو موقفا عاطفيا هز المشاعر ثم مضى كسائر الأحداث الأخرى؟
رغم مرارة المصيبة على الأسرة أليس هناك مسؤولية تقع على عاتقهم في حماية أطفالهم من أية أخطار محتملة؟
هل ممكن الاستفادة من حجم هذه المشاعر المتدفقة والتي وحدت الشعوب لبناء منظومة من القيم والأخلاق لحماية الطفولة في عالمنا العربي البائس ..