نيروز الإخبارية : قبل أعوام يا سيدتي كنا معًا في ليالي مليئة بالشتاء والبرد القارص صوتكِ ، مداعبتكِ ، انفعالكِ مما كنت أقوم بفعله
قرأنا الكتب معُا غنينا معًا رقصنا بمجيئ المطر معًا ركضا بالمدينة معًا ظن الجميع أننا مجانين
لشدة أنني ركضة بكِ أمام سّكان المدينة وبات الأطفال يسفقون لنا
لتهمسي بأذني أننا سنبقى إلى الأبد مرت الأيام ليأتي يوم أسقط به مرميًا على الأرض كورقة خريف
أما الآن أود أن أخبركِ جيد أن شتاء هذا العام يذكرني بكِ جيدًا
برودة الليل ، أرصفة الشوارع الملطخةُ بالماء ، صوت الرياح
كل شيء بات يذكرني أطفال المدينة يداعبون أنفسهم لكن هذه المره لم يسفقوا على ما كُنا نفعله بالحي هُم فقط كلما مررت من الشارع يطاردونني بالحجارة كأنني لصٌ فرَّ من منزلٍ لأحدهم أردد لست لصًا أنا لكن لم يستمع أحد إليّ
سيدتي لا أحد ينفعل مثلما كُنتِ تفعلين كلما قمت بفعل شيء يزعج من حولي يرحل دون أن يقل لي شيئًا
حتى الرصيف بان عليه الحزن أجلس عليه وحدي انتظر من يمر ليعطني رغيف حب ساخن
ثيابي تتمزق من شدة الرياح الكنزة التي تحبينها ما زلتُ مرتديًا لها ممزقةً من شدة الخوف
كل ما أملك في جيبي الآن فقط خصلةٌ من شعركِ ممتلئةٌ بالماء وقبلة خشيت أن ابتلعها فأسقط أشلاءا على الأرض فمنذُ مده لم أذق قبلاتكِ
حفرةٌ بالحديقة كغمازكِ وددتّ كثيرًا لو تبتلعني تلك الحفرة
سيدتي
لم اعد اشعرٌ بدفء مثلما كان يفعل صوتكِ كلما سمعتهُ شعرت وكانني امام موقدة نار
كل شيء في هذا الليل يذكرني بكِ
أرجوكِ تعالي كالمطر كسحابة تائهة فوق مدينتي فقط تعالي