حين أطالع سير شخصيات باهرة، ونجوم زاهرة امثال ماجد ابن عدوان الذي طبق صيته الآفاق، ونال مجدا ما لم يلحق، وسما وحاز مفاخر كأنها لم تخلق، فلي أن أعجب كل العجب .. أن عمره لا يتجاوز العشرين عاما حين قاد ثورة البلقاء، ورغم أنه عاش حياة قصيرة إلا أنها كانت حافلة بالمواقف الوطنية والقومية، إذ كان عمره عند وفاته عام ١٩٤٦ يناهز الخامسة والأربعين عاما.
في هذا الزمن قد يتجاوز الشاب الثلاثين من عمره ولسان حال أبوه يقول : ليته كان حملا كاذبا ، ليته ظل حلما عابرا ، وليت الزمان بإسمه ما نطق ..... فيما أمه تخاف عليه أن يطلع إلى الشارع ليلا ، أو للصالون في حال انقطاع الكهرباء، وقد يختلط الأمر على العم عواد ذيخان الشموط " ابو غازي " وأمثاله في تحديد جنسه ...
في هذا الزمن ترى أبناء الذوات الموتورة ممن تهدلت وجناتهم وتدلت كروشهم من نهبهم خيرات الوطن، الذين ابتدعوا نظرية التوريث، حتى غدا الوطن بعرفهم مزرعة خاصة لهم، وقد تربى أبناؤهم على أيادي الدادا، وعاشوا حياة غربية!! فالولد يخزي العين عنه، لا يعرف من الأردن سوى بوابات المطار، لكنه يعرف أن هناك منصبا جاهزا ومفصلا بمقاسات عالية الجودة ينتظره ، وما يلبث أن يطل علينا عبر وسائل الإعلام وهو يتنعوس، ويتجبد ، ويتكبس، ويكاد يبكي إذا ما بحلق به عامر الرجوب ... أو أقحمه بسؤال، فيرجع يتشكون ويتحزون عند الماما والبابا، ولا يتورع من كلمة نابية جارحة خدشت كرامته، وحينما تستمع له تستحضر مسيلمة الكذاب، لقد أفرغ هؤلاء النضوات المنصب من محتواه وبريقه، وما ظل عليه هيبة.
رحم الله الزعيم الخالد في ضمائرنا ماجد ابن عدوان الذي ترك مجدا لا يجارى وصيتا لا يبارى ..