أكد رئيس مجلس النواب المحامي عبد الكريم الدغمي موقف الأردن الثابت بأنه لا حل للقضية الفلسطينية الا عبر حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأضاف، خلال مشاركته في المؤتمر الثاني والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي والذي انطلقت أعماله اليوم الخميس في القاهرة، أن الأردن سيستمر ببذل كل جهد ممكن لإنصاف الأشقاء الفلسطينيين ومساعدتهم في الوصول إلى حقوقهم المشروعة كاملة، وبمتابعة مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وستظل المملكة تكرس كل امكاناتها لحماية المقدسات والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للمدينة المقدسة.
وقال الدغمي إن التضامن العربي يشكل بالنسبة للأردن عنوانا أكيدا لمواجهة التحديات وخلق الفرص للتنمية العربية الشاملة والتي تحتاجها جميع الأقطار العربية عنوانها الحرية: حرية التعبير والتفكير، وحرية تضع الأساس المتين لبناء الانسان العربي القادر على النهوض ببلده وأمته.
وأشار الى أن العالم اليوم يشهد صراعا دوليا غاية في التعقيد ويؤسس لنظام دولي جديد يعيد رسم الخرائط الجيوسياسية في العالم، خاصة في إقليمنا العربي على وجه التحديد والذي بلغ الصراع الدولي والإقليمي عليه ذروته خلال العقدين الماضيين.
ولفت الى أننا نجتمع في ظل ظروف غاية في الدقة على المستوى الدولي والاقليمي والعربي تحت عنوان "التضامن العربي" وهو الرافعة الوحيدة لتجاوز الازمات والتحديات التي تواجه عالمنا العربي الذي أصبح ساحة للصراعات، والأزمات، والتحديات، لافتا الى أن قدرة نظامنا العربي على المواجهة تتراجع، فيما دمرت البنية التحتية في بعض الدول وتشرد الملايين لاجئين في اصقاع العالم، وشبح الإرهاب والتطرف يضرب بقوة.
كما أشار إلى أن كل هذا أنتج وعلى مدى العقد الماضي تحديات أخرى عناوينها الفقر والبطالة، وغياب الديمقراطية واحترام حقوق الانسان، وهي العناوين التي علينا العمل على تجاوزها عبر العمل العربي المشترك.
وأكد رئيس مجلس النواب أنه لا سبيل لمواجهة تلك التحديات التي ترزح تحتها دولنا وشعوبنا الا عبر التضامن العربي عبر بوابة الجامعة العربية، المظلة التي كانت على الدوام العنوان العربي الكبير لحل الازمات والتحديات التي تواجهنا، مشيرا الى أنها اليوم ونتيجة للتطورات التي عصفت بمنطقتنا تحتاج الى تطوير أدواتها، وزيادة فاعليتها وتوفير آلية عمل جماعية لمواجهة الأخطار الجسام التي تواجهنا.
وقال الدغمي "ان وجود الكيان الصهيوني يشكل الخطر الاكبر على منطقتنا وهو ما دفع المنطقة نحو هاوية العنف، مهدداً السلم الإقليمي والدولي، فبعد عقود من الحديث عن العملية السلمية لم تثمر إلا مزيدا من القهر والقمع والتمييز العنصري واستباحة الحقوق".
وشدد الدغمي على ان الأردن تمكن خلال السنوات الماضية من دحر الارهابين وهزيمتهم على المستوى الأمني والعسكري والفكري كذلك، واليوم يخوض حربا مع تجار المخدرات والسموم الذين يسعون الى نشر هذه الآفة في المنطقة العربية ودول الخليج بالتحديد وهو ما يتصدى له جيشنا العربي بكل بسالة حماية لأمته من تجار السموم والموت.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية دعا الدغمي الى حل سياسي للأزمة يقبله السوريون ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها، ويتيح عودة من تشرد لاجئا أو نازحا منهم إلى وطنه وبيته، ليعيش بكرامة وأمن واستقرار، مشيرا الى ضرورة وجود مقاربات جديدة تقدم مصلحة سوريا وأهلها على كل اعتبار آخر، تكون الخطوة الأولى فيها عودة سوريا الى الجامعة العربية لتأخذ مكانها الطبيعي في مؤسسات العمل العربي المشترك.
ودعا الرئيس الدغمي إلى إطلاق جهود عربية أكثر فاعلية لإعادة الأمان والاستقرار إلى ليبيا وإنهاء الأزمة اليمنية على أساس القرار 2216 ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، ومساندة الأشقاء العراقيين في جهودهم لإعادة البناء والاستقرار بعد أن انتصروا على الإرهاب بتضحيات جسام، وكذلك دعم المسار السياسي في كل من تونس والسودان للوصول الى نظم سياسية مستقرة تنهض بأعباء التنمية والاستقرار في تلك البلدان.
وخلال الجلسة الافتتاحية تم ترشيح النائب عمر العياصرة ليكون ممثلا للأردن في لجنة صياغة المؤتمر.