في معظم دول العالم تعتبر الكفاءة المهنية للاطباء مقياسا اساسيا لتقييم اداء المؤسسات الطبية , فوجود الكفاءات المتميزة من الاطباء والاستشاريين في العديد من التخصصات الطبية و توفير احدث الاجهزة والمعدات الطبية المتطورة والامنة باستخدام التكنولوجيا الحديثة له دور كبير وهام في الوصول الى ثقة ورضا المرضى والمراجعين .
ان أفضل الممارسات في القطاع الطبي في العالم اجمع تصب في اساليب التعامل والتواصل الانساني والاخلاقي مع المرضى وذويهم الذي له الدور الكبير والهام في بث روح الامل والطمأنينة لديهم ويعتبر نصف العلاج , وهذا ما اكد عليه الطب الحديث , حيث اصبحت هذه الممارسات سلوك حضاري وديني واخلاقي لدى الكوادر الطبية في معظم المؤسسات الطبية في الاردن وعلى راسها الخدمات الطبية الملكية .
وخير دليل على ذلك ما روته احدى الامهات التي ادخل احد ابنائها الى مستشفى الامير راشد بن الحسن في مدينة اربد اثر اصابته بالتهاب رئوي حاد وامتلاء رئته بالسوائل , وكيف تعاملت معها الكوادر الطبية والتمريضية في المستشفى وعلى راسهم الطبيب الانسان صاحب الاخلاق العالية والرفيعة والكفاءة المهنية المشهود له فيها من العامة الدكتور علاء طوالبة اختصاص أمراض الخداج وحديثي الولادة .
وتاليا نص الرسالة التي بثتها والدة الطفل عبر مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيها : " دائمًا ما كنّا نسمع عبارة :"إذا أحبَّ الله عبدًا ابتلاه"وكنت أتساءل كيف يحبنا أحد ويبتلينا؟ . إلّا أنّني عرفتُ معناها في الأيام ١٥ الماضيه التي دخل بها طفلنا تميم المستشفى بسبب إصابته بالتهاب رئوي حاد وامتلاء رئته بالسوائل والحليب واختناقه بسبب شردقة , أدّت الى نقص نسبة الأكسجين في دمه مما جعله لا يستطيع التنفس إلّا بواسطة جهاز تنفس اصطناعي وكان احتمال اعتماده على رئتيه في التنفس ضعيف جدا بل كان مستحيلا لأن طفل لا يتجاوز ال ٢٤ يوما من عمره لا يستطيع جسده تحمل ذلك. مرَّ أول أسبوعٍ علينا بحزنٍ وقلق وكأنَّها عشرة سنين، والطريق التي كنّا نسلكها للمستشفى كأنها مسافة نقطعها لكوكب آخر و الربع دقيقة قبل الرّد على مكالماتنا من قسم الخداج للإطمئنان على صحته كانت وكأنها ألف ساعة ، حتى أنّ رنين الهاتف كان يرعبنا ونخشى قراءة اسم المتصل لكي لا نتلقّى الخبر الذي لطالما خشينا حدوثه.وبقينا على نفس الحالة أيام وأيام وكان وضعه يسوء شيئًا فشيئًا وكان ما يجمّد قلوبنا ويصعق أذاننا كلام الممرضات في بعض الأحيان :" وضعه سيء جدًا ادعوا الله أن يشفيه ". ولكنّنا لم نفقد الأمل بالله أبدًا كان أملنا بالله وبرحمته يزيد و تمسكّنا بحبل رحمته وتشبّثنا به ، دائما كان هناك قطرة أمل بأنّ الله تعالى سيبعث معجزة من عنده ويشفيه .لم يبقَ أحد منّا ولا من أحبتنا إلّا وقد لجأ الى الله تعالى بالدعاء والرجاء والتضرّع وكم منّا كان بعيدًا عن الله تعالى وقد تقرّب منه وأصبح يخشاه بمُصاب تميم ، وهنا ظهر حبّ الله وعلمتُ معنى العبارة جيّدًا أنّ الله تعالى يريدنا ويحبّنا يريد أن نتقرب منه بالدعاء والعبادة ونبتعد عن كل ما يغضبه ولا يرضيه .وبالفعل حدث ما تمنيّناه بقدرة الله واستعادتْ رئته قدرتها على العمل بعد ما عشناه من رعب وقلق؛ لأنَّ الله تعالى لا يخيّب ولا يردُّ دعاء إنسان أحسنَ الظنَّ به ولجأ إليه بقلب صادق .ولأنّ الذي لا يشكر الناس لا يشكر الله ؛ لن ننسى ما قدّمه الكادر الطبي والتمريضي ، وأَخُصُّ بالذكر والشكر الدكتور" علاء طوالبه " من مستشفى (الأمير راشد) الطبيب الذي كان مثالًا على الأخلاق والإبداع والإتقان في عمله الذي أشرف على تميم وعامله كأنه طفل له والذي بفضل موهبته الطبيّة التي منحها الله له بعد فضل الله عالجه وخلَّصه من مُصابه فلهم الشكر وأطيب الأمنيات .عودة عمل رِئَتَيّ تميم وعودته لمنزله سالمًا معجزة إلهيّة وإنجاز طبي عظيم ، لو بقينا سنين نحمد الله عليها لما أوفيناه حقه وإنًّ لُطفَ الله بنا على الرغم من تقصيرنا أمرٌ مُخجِل ، فلك الحمد يا الله كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك على شفاء تميم ابن دعاء وصهيب , والحمد لله على سلامة تميم وجعل الله وعكته آخر مصائبنا " .
الدكتور علاء الطوالبة له انجازات عديدة في مجال تخصصه وكان اخرها استخدام تقنية تعتبر الأحدث على مستوى العالم في علاج اعتلال الدماغ الناتج عن نقص الأكسجين، باستخدام جهاز تبريد الجسم , في مستشفى الامير راشد بن الحسن , وكذلك تم مؤخرا ترقيته لمرتبة مستشار في الخدمات الطبية الملكية . ولمثل هؤلاء نقول لهم : لكم ترفع القبعات وتنحني الهامات احتراما وتقديرا لعملكم وكفاءتكم وانسانيتكم , وسيبقى الاردن وبجهود ومتابعة من جلالة الملك عبدالله الثاني في مقدمة الدول التي يشار لها باللبنان في التقدم الطبي .