تتعدد الصالونات الثقافية في الأردن ، بعضها بجهد ذاتي كبيت لقاء وثقافة وتناول مسائل عامة وأخرى هي صالونات كهيئات مسجلة رسميا باسم منتدى او بيت ثقافي او جمعية ،
ولا نختلف باعتبار هذه الصالونات توفر مساحة للحوار وتبادل الآراء ، ونتذكر تعرض بعض الصالونات لنقد بسبب بعض الآراء التي كانت تطرح فيها ، وأيا كان فان النظر الى الصالون الثقافي والادبي هو من خلال محتوى الموضوع ومدار الحوار ونوعية الأشخاص ،
ويبقى السؤال من خلال سنوات مضت شهدت أنواعا مختلفة من الصالونات هل لهذه الصالونات اهداف ؟ أو بمعنى كيف نصنفها ؟
من تجارب شخصية لا يخفى ان بعض المنتديات او الجمعيات الثقافية هي لخدمة شخص بعينه وفيها استغلال للآخرين ولحاجاتهم للوصول الى هدف معين خاصة فيما تعلق بالسعي لمنصب ما .
ولكن لا بد من القول ان هناك صالونات لا تسعى لمثل هذا الامر بل ان ما يدور في داخلها هو عام ونقاش حول قضايا وطنية او قضايا الساعة ، وما دفعني للحديث ان هناك صالون يبحث في الشأن العام ، وما دفعني بشكل اكثر هو الموضوع الذي تم تناوله في اخر جلسة فيه ، وهو استضافة باحث جغرافي تاريخي انثروبولوجي للحديث عن كنوز الأرض الأردنية التاريخية ، ورائدة هذا الصالون هي الدكتورة سهام الخفش ، اما رواده فهي مجموعة من المفكرين والادباء في اختصاصات مختلفة يتناولون بموضوعية موضوعات تهم هذا الوطن ، وهي موضوعات إنسانية وتتساءل أين نقف نحن في هذا العالم ، ورؤيتنا للحاضر ، وما معنى المستقبل ، وكيف ندرس الماضي ، والتركيز على الإيجابيات والتفكير في الواقع والتحديات بطريقة كيف نحولها الى مكاسب وان نتجنب اية اشكال الاستسلام او جلد الذات ،
ربما في صالون الدكتورة سهام الخفش النموذج للحديث الثقافي وتناول قضايانا بمنهج التفكير الذي يبسط الحلول .
واعيد القول ان استضافة الصالون للدكتور محمد وهيب مؤخرا فتحت الاذهان على ان بلدنا الأردن غني بالموروث وان فيه حضارات عظيمة لا زالت تتحدى الحاضر وتراهن على من يمكنه ان يصل الى إنجازات هذه الحضارات .
صالون سهام الخفش الثقافي زار أماكن مختلفة في الأردن والتقى شخصيات متعددة وحقق حالة من التوافق الثقافي والسياسي بين أعضائه ، وهو يسير بهذه الخطى للمزيد من الأداء الوطني الذي فيه الخير والمحبة للجميع .