تفردت بصوتها وإحساسها العالي فحجزت لها مكانة متقدمة في عالم الغناء العربي وعدت من رموز الزمن الجميل لتصبح ميادة الحناوي مطربة جيل كامل أوقف ساعات طربه على فنها الأصيل.
صنفت ابنة مدينة حلب بين مطربات الصف الأول على مستوى الوطن العربي حيث يروي كتاب الموسيقا في سورية- إعلام وتاريخ للمؤرخ الموسيقي الراحل صميم الشريف أن ميادة غنت في صغرها وأعاد اكتشافها الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب الذي أبدى إعجابه الشديد بصوتها عندما سمعها لأول مرة عام 1977 خلال قضائه الإجازة في مصيف بلودان وطلب منها الانتقال إلى مصر لاحتراف الفن ولكنها فضلت التريث في السير بهذه الخطوة.
ميادة التي قادها طموحها لأن تصنع لنفسها مكانة فنية مرموقة في الوطن العربي غنت في فندق شيراتون دمشق عام 1978عمل رياض السنباطي الرائع "أشواق” ما دفع محمد عبد الوهاب للتعاقد معها لتغني له ألحانه فقط فانتقلت الى القاهرة وبدأت تتمرن على تقديم "في يوم وليلة” ولأسباب غير معروفة أنهى عقده معها فعادت إلى دمشق لتكون هذه الأغنية من نصيب الراحلة وردة الجزائرية.
انطلاقتها الكبرى كانت مع الموسيقار بليغ حمدي حيث غنت معه أروع أغانيها الطربية مثل "الحب يلي كان” و”حبينا” و”فاتت سنة” ثم "أنا بعشقك” و”سيدي أنا” وغيرها من أجمل الأغاني التي حققت لها انتشاراً كبيراً.
لم يقتصر تعاون ميادة مع بليغ بل إنها تسيدت عقد الثمانينات بما غنته من أعمال لملحنين كبار منها رائعة الجواهري "جبهة المجد” للموسيقار صفوان بهلوان و”جبت قلب منين” لمحمد الموجي و”سيبولي قلبي” لعمار الشريعي و”أكتر من الحب” لمحمد سلطان و”نعمة النسيان” لفاروق سلامة و”حبك ما ينتهيش” لسيد مكاوي.
ومع قدوم عقد التسعينيات وبعد رحيل الكبار بدأت ميادة في تغيير نمط أغانيها بالتعاون مع الجيل الجديد من الشعراء والملحنين وتعاونت مع سامي الحفناوي في البوم "غيرت حياتي” الذي شكل بداية غناء ميادة للأغاني الطربية القصيرة.
وتوالى تعاون ميادة مع ملحني الأغنية المعاصرة ومنهم صلاح الشرنوني الذي اطلقت معه "أنا مخلصالك” و”مهما يحاولوا يطفوا الشمس” كما أطلقت مع الموسيقار خالد الأمير الذي عاد للساحة الفنية عام 1998 ألبوم "أنا مغرمة بيك” وفي عام 1999 صدر لها البوم "توبة” من الحان الموسيقار صلاح الشرنوبي وألبوم "عرفوا إزاي”.
عبر مهرجانات وحفلات فنية عديدة في سورية واقطار عربية سطع نجم ميادة كمطربة من الطراز الرفيع وما تزال هذه الحفلات تعد من عيون ما قدمه الطرب العربي المعاصر متوجة ميادة مطربة سورية والجيل الأولى.
ومن الابتكارات التي قدمتها ميادة للأغنية العربية أنها كانت أول مطربة عربية تسجل أغانيها بنظام التراكات الذي يسمح بتسجيل اللحن على تراك والغناء على تراك آخر.
وخلال السنوات الماضية أصدرت ميادة العديد من الأغاني بصورة منفردة منها "يا شام” و "بيروت يا عروس الشرق” و”عيني” و”روح بس تعالى” واوبريت "يسلم ترابك ياشام” بمشاركة مجموعة من المطربين العرب.