"اسمي جورجيت عويس فتالة عمري 88 سنة وأنا أول صيدلانية أردنية، لما كنت في المدرسة ما كان فيه اهتمام من البنات للتعليم وبتذكر لما عرّفت أحد الجارات عن اهتمامي بالتعليم الجامعي حكت لأمي "ما بطلع لها تدرس توجيهي وبدها تروح على الجامعة كمان، كثير هيك" إلا إنه امي ما اهتمت بكلامها وكانت دائمًا تحكيلنا إنه احنا عائلة فقيرة استثمارنا الوحيد هو بالتعليم
بعد ما تخرجت من التوجيهي رحت أكمل دراسة في دار المعلمات في رام الله ورجعت على الأردن كمدرسة رياضيات وكيمياء وفيزياء وخلال فترة تدريسي أُعجبت جدًا بالكيمياء وخصوصًا بالإلكترونات فاعتزمت الإكمال في تخصص الصيدلة وبسبب وضعي المادي اللي ما كان يشجعني قررت الذهاب لدمشق لتدريس طلاب أحد المدارس أثناء دراستي البكالوريوس
بعد ما تخرجت عام 1958 رجعت للأردن واشتغلت كمشرفة صيدلية في أحد مستشفيات عجلون براتب 40 دينار وقررنا بعدها أنا وزوجي عام 1965 أنه نفتتح أول صيدلية في اللويبدة وكنت أشتغل فيها من الـ7:30 الصبح الى الـ11 مساءً
أكثر اشي بيسعدني لليوم هو أنه مازالت صيدلية فتالة مكان تتدرب فيه الصيدلانيات من أجل الوصول إلى سوق العمل، لكن اللي بيحزنني هو العدد الكبير جدًا للصيدلانيات الباحثات عن تدريب ودائمًا بحكي إنه رغم التحديات اللي كانت عدورنا إلا أنه مرحلة البحث عن عمل في هالأيام صعبة."
أول صيدلانية أردنية
ولدت جورجيت في قرية دبين شمال الأردن. ومن هناك بجانب الغابات الخضراء والهواء النقي نتجت تفاعلات كيميائية خاصة جعلتها تحب الصيدلة وترغب في دراستها، إلا أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية وقفت عقبة في طريقها.
فبعدما أنهت مرحلة الثانوية العامة وأصبحت مستعدة لاستكمال تعليمها خارج الأردن، كان من غير المنطقي في تلك الفترة من عمرها أن تكمل الفتيات تعليمهن، حتى أن إحدى الجارات قالت لوالدتها: "ما بطلع لها تدرس توجيهي وبدها تروح على الجامعة كمان، كثير هيك".
لكن إصرار والدتها جوليا قبعين على متابعة التعليم لها ولإخوتها السبعة كان دافعاً لاستمرارها وتقدمها، "نحن من عائلة فقيرة ما عنا استثمار غير في التعليم".
فرصة التدريب لأي طالب صيدلة هي مكسب، لذلك ننصح أن لا يبخل أي صيدلاني على أي طالب فيها.