يا مهجةَ الفؤاد وحبَّةَ العين، ويا شطرَ نفس ابيكَ وشقيقَ روحه، ست سنوات عجاف، ستٌّ مُرَّةً مرت على الخبر المفزع في ذلك الخميس الحالك الذي وافق الحادي والثلاثين من آذار عام ألفين وستة عشر
خبرٌ الهب المشاعر ، وجمَّد الدماء في العروق … خَبَرُ نسرٍ هوى بجناحيه ، فهوت معه قلوبُ عاصرت شبابه الغض المليء بالحيوية والطاقة والشغف والعنفوان ، … هي القلوب ذاتها التي لم تتوقف عن حبك أو النبض باسمك.
هو الموتُ يا معاذ:
طَوى الجَزيرَةَ حَتّى جاءَني خَبَرٌ
فَزِعتُ فيهِ بِآمالي إِلى الكَذِبِ
حَتّى إِذا لَم يَدَع لي صِدقُهُ أَمَلاً
شَرِقتُ بِالدَمعِ حَتّى كادَ يَشرَقُ بي
و الوحشة التي تجثم فوق الصدور عند الفقد لا تزول ولا تخف:
واستوحشَ الدهرُ كيفَ الموتُ يخطفهُ
مَن كانَ للمجدِ والإِقدامِ يُنتظرُ
كم من عزيزٍ سقاهُ الحتفُ شربَتهُ
كأنّهُ خلفَ ذاكَ الليلِ يستترُ
أي معاذ..رحلتٓ عن العيون التي تختزن
الدموع ،ولم ترحل عن القلوب ، قلب الأبِ الصابر والأم الثكلى، والزوجة الملتاعة والأطفال الأربعة، قلوب الأشقاء
نشتاقُ إليك يا فلذة كبدي شوقا ممزوجا بالعزةِ والكرامةِ والافتخار لما منحتنا إياهُ من شرف.
يا أبا هاشم ورنيم وريانة وريتال، يا حبيبَ والدك (أبو الشهيد وبكل فخر)، وحبيب
أمكَ وزوجكَ وإخوانك واخواتك،
يامن أسميتُكَ معاذا تيمناً بالصحابي الجليل معاذ بن جبل الذي لا يبعدُ ضريحهُ عن مرقدك سوى بضعةُ كيلومترات … في المهج أنت … في العيون أنت … وفي الذاكرة التي لا تضمحلُ أنت