في السادس عشر من نيسان من كل عام يحتفل الاردنيون من مختلف منابتهم ومشاربهم باليوم الوطني للعلم الاردني تحت شعار " علمنا عال " والذي اقره مجلس الوزراء قبل عامين , تزامنا مع احتفالات الاردن بمئوية تأسيس الدولة بهدف تعزيز قيم العلم لدى الاجيال الصاعدة , حيث انه في هذا اليوم الوطني بامتياز تتزين كافة المدن والقرى والبوادي على امتداد الوطن الحبيب من شماله لجنوبه ومن شرقه الى غربه بالعلم الاردني مرفوعا عاليا شامخا يرفرف بكبرياء وهيبة وفخر واعتزاز في سماء الوطن وعلى كافة المنازل والبيوت و المؤسسات في القطاعين العام والخاص .
اليوم الوطني للعلم الاردني يستذكر الاردنيون فيه حكايات الوطن ومنجزاته التي سطرها الهاشميون والاردنيون جيلا بعد جيل منذ بداية تأسيس الدولة الاردنية في عام 1921 وحتى يومنا هذا , ابتداء من عهد الملك المؤسس عبدالله الاول وصولا الى عهد الملك المعزز جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين , والتي شملت مختلف مناحي الحياة الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاعلامية , مما جعل الاردن اليوم في مصاف الدول المتقدمة التي يشار لها بالبنان.
العلم الاردني يعد رمز الدولة الاردنية و يشكل تاريخا من الفكر والثقافة والاصالة والرفعة والثقة والامل والطموح والريادة والابداع والامن والاستقرار بمفهوم الهوية والدولة الاردنية , التي توارثها و حملها الاباء والاجداد جيلا بعد جيل بكل امانة واخلاص ومسؤولية , والعلم الاردني استمدت دلالاته من تاريخ الاردن المشرف المكتوب بحروف من نورعلى صحيفة من نور, فاللون الاسود حمل راية الدولة العباسية , واللون الابيض راية الدولة الأموية والاخضر راية ال البيت الاطهار، والاحمر راية الثورة العربية الكبرى " راية الهاشمين " اما الاشكال تتمثل في المثلث الاحمر الذي يجمع الاشرطة الثلاثة للعلم الدالة على السلالة الهاشمية, حيث يتوسطه المثلث كوكب سباعي "النجمة السباعية " يدل على فاتحة القرآن الكريم " السبع المثاني" , ووجوده في وسط مثلث السلالة الهاشمية يدل على الهاشمين وهدفهم الاسمى في توحيد الامة العربية ومن هنا جاءت تسمية الجيش الاردني بالجيش العربي المصطفوى لغاية يومنا هذا .
اليوم الوطني للعلم الاردني يذكرنا بان الوطن عقيدة واية من كتاب الله , وهو الام والاب والخيمة التي نستظل بها وتحمينا من كل شي في الحياة , وحب الوطن والانتماء والولاء لا يكون بالكلمات والشعارات الرنانة والاحتفالات وغيرها , وانما يكون بالفعل والعمل الجاد المخلص والدؤوب في البناء والتنمية الشاملة المستدامة والحفاظ على مقدرات الوطن وممتلكاته وموارده ومصادره الطبيعية وثرواته المختلفة والبنية التحتية من شوارع ومدارس وجامعات وحدائق عامة ونظافة البئية والاماكن العامة , ومن باب اخر الحفاظ على امن الوطن واستقراره ورفعته وسموه , وتعزيز الثوابت الوطنية والدينية والاخلاقية والمواطنة الصالحة , وكذلك تعزيز القيم الايجابية ونبذ السلبية والافات الاجتماعية والتضليل الاعلامي وان نكون جميعا يدا وقلبا واحدا نحميه وندافع عنه بيد من حديد امام جميع الاشرار والمتربصين والحاقدين من داخله وخارجه .
وحتى نجدد الحب والانتماء والولاء للوطن سنبقى ننشد ما قاله الشاعر عبدالمنعم الرفاعي في قصيدته عن العلم في هذه اليوم الوطني بامتياز : خافق في المعالي والمنى عربي الظلال والسنا , في الذرى والأعالي فوق هام الرجال زاهيا أهيبا , حيه في الصباح والسرى في ابتسام الاقاح والشذى , يا شعار الجلال والتماع الجمال والإباء في الربى , من نسيج الجهاد والفدا واحتدام الطراد في المدى , من صفاء الليالي وانطلاق الخيال ساجيا طيبا , سر بنا للفخار والعلا وارعنا للنضال جحفلا , في مجال الطعان وانفجار الزمان ظافراً اغلب .