تمكن الدكتور والفنان التشكيلي أحمد بني عيسى، من صيانة وترميم أكثر من 500 لوحة زيتية وعمل فني داخل الأردن وخارجه، وهو أول من أسس مركزا متخصصا في ترميم المخطوطات والوثائق الورقية القديمة، فتم حفظها وصيانتها في متحف "هندية” للفنون في عمان.
وقال بني عيسى الحاصل على شهادة الدكتوراه في صيانة وحفظ المواد العضوية (لوحات زيتية) من جمهورية مصر العربية، إن هذا التخصص هو من التخصصات النادرة والفريدة في الأردن، لافتا إلى أن دراسته الأكاديمية ومخزونه العملي المتواصل لأكثر من عشر سنوات في هذا المجال أهله للإبداع في هذا المجال.
وأضاف، أنه أول من قدم رسالة ماجستير حول صيانة وترميم اللوحات الزيتية في الأردن، ثم أكمل هذا النهج في دراسته الدكتوراه بالموضوع نفسه، واستطاع أن يجد مجالا جديدا يفتح الباب لصيانة وترميم الأعمال الفنية، ومنها اللوحات الزيتية.
وتابع أن عملية الصيانة والترميم كانت تمارس في الأردن من قبل الفنانين أنفسهم، قبل أن يتم إنشاء أقسام متخصصة في صيانة الآثار في الجامعات، وإن كانت هذه الأقسام لا تغني عن وجود تدريس علم الصيانة والترميم في كليات الفنون، والتي تفتقر لها لهذه اللحظة؛ لأنها تدرس علم الصيانة للآثار وليس للأعمال الفنية واللوحات ومن دون تدريب عملي حول ذلك.
وأوضح بني عيسى أن الأعمال الفنية في الأردن، وعلى الأخص اللوحات الفنية التي يتكون معظمها من مواد عضوية معرضة للتلف بشكل كبير، والتي توجد بعض منها في البيوت وفي مجموعات خاصة، وبعضها في متاحف قليلة مخصصة لهذه الغاية، وهذه القطع الفنية المهمة تحتاج إلى عمليات الصيانة والترميم.
وأشار إلى أن عدد القطع الفنية في المتاحف أكثر من سبعة آلاف قطعة، بين لوحات فنية تراثية ومعاصرة، تتوزع على بعض المتاحف المتخصصة مثل: المتحف الوطني للفنون الجميلة ومتحف "هندية” للفنون.
ولفت بني عيسى إلى أهم الفنانين الذين قام بعمل ترميم لأعمالهم، منهم فنانون عالميون أمثال الألماني أنطونيو شرانز، والفرنسي اوجين فيراردي، ورواد الفنانين العرب مثل عبد القادر الرسام، خضير الشكرجي، حافظ الدروبي، خالد الجادر، محمد صالح زكي، فرج عبو، حسن محمد حسن، بهيجة الحكيم، إسماعيل فتاح، عبد الجبار سليمان، وداد الاورفلي، نجيب يونس، نزيهة سليم، إسماعيل شموط، نبيل شحادة، ليلى الشوا، صالح المالحي، محمود حماد، راغب عياد، فؤاد كامل، وأحمد صبري وغيرهم الكثير.
وقال إن علم الصيانة والترميم للأعمال الأثرية والفنية التراثية والثقافية يعتمد على مهارات متعددة؛ وعلى المرمم أن يتقنها؛ ومن أهمها المعرفة الجيدة بعلم المواد والخامات، وكيمياء المواد المضافة وقواعد إضافتها وإزالتها، ويد ماهرة للعمل تملك الحس الفني العالي، ومعرفة بأخلاقيات الصيانة والترميم الدولية المتفق عليها.
وأضاف أن هذه العملية تتكون من مراحل عدة تبدأ بالتوثيق والفحوص والتحاليل، ثم دراسة الحالة وما يجب عمله من صيانة قبل عملية التدخل المباشر، وهي الترميم، وانتهاء بعملية حفظ القطعة الفنية في ظروف ملائمة للعرض.
وأكد أن استخدام فن الترميم يهدف إلى الحفاظ على التراث الحضاري وأعمال الفنانين القدماء والأعمال التاريخية من التلف، وإطالة عمر اللوحة الفنية بناء على قواعد تعتمد على معرفة المرمم بالتاريخ والمعرفة الفنية.
ومن أعماله المستقبلية، أشار بني عيسى إلى أنه يعتزم إنشاء مركز متخصص في صيانة وترميم الورق والمخطوطات القديمة جنبا الى جنب مع ترميم اللوحات الفنية الموجود حاليا، إضافة إلى سعيه للبحث عن جامعة أردنية تحتضن كل خبراته ودراسته، لكي يستطيع أن يؤسس جيلا قادرا على صيانة وترميم الأعمال الفنية الأثرية والمخطوطات الورقية، من أجل حفظ تراثنا للأجيال المقبلة.
وأكد أنه قام بمخاطبة جميع الجامعات الحكومية التي يوجد فيها تخصص الترميم أو كليات الفنون الجميلة، لكن لا استجابة، مع العلم أن بعض هذه الجامعات كانت تحتفظ بمدرسين عرب في هذا التخصص النادر.
وبني عيسى حاصل على الماجستير في صيانة وحفظ التراث الحضاري (رسالة في صيانة وترميم اللوحات الزيتية)- جامعة اليرموك 2013، وبكالوريوس فنون تشكيلية- جامعة اليرموك 2002، وله أربعة أبحاث منشورة منها بحثان في مجلات عالمية مصنفة، وموضوع الأبحاث حول صيانة وترميم اللوحات الزيتية والأعمال الفنية.
وأجرى بني عيسى صيانة وترميم أكثر من 500 لوحة زيتية وعمل فني، منها في متحف محمد علي- القاهرة، متحف هندية للفنون- عمان، وممتلكات خاصة في الأردن والسعودية، وقام بتنفيذ معارض فردية، وشارك في معارض جماعية تزيد على 60 مشاركة. الغد