بقلم : سرى العبيدي... سفيرة الجمال والطفولة والابداع العالمي
باقتراب القرن السادس ق. م من نهايته تمردت أثينا على حكامها الطغاة الفاسدين والذين سيطروا على أمورها لعقود، واسسوا ديمقراطية استمرت قرنا من الزمن وكانت مصدر لسطوتهم وافتخارهم. ولكن بعد مرور الوقت بدأت تواجههم مشكلة لم يعرفوها من قبل : ماذا يفعلون بالانتهازيين الذين لايفكرون الا بانفسهم ويهددون تماسك المدينة التي يحيطها الأعداء من كل مكان .
أدرك الاثينيون ان لم يوقفوا هؤلاء سينشرون الفرقة ويثيرون القلاقل بين المواطنين وسوف ينتهون بالخراب على المدينه والقضاء على الديمقراطية. كما لم يكن في موسوعهم ان يعاقبوا الانتهازيين عقابات وحشية لان ذلك لايليق بالاسلوب المتحضر الذي ابتدعته أثينا وبدلا من ذلك ابتكروا حلا اكثر
إنسانية وأقل وحشية للتعامل مع هؤلاء المفسدين :
قرروا ان يجتمعوا كل عام في سوق المدينة ويكتب كل شخص على رقاقة من الطين اسم الشخص الذي يريد طرده ومن يظهر اسمه على ستة الاف رقاقة يطردونه من المدينة لعشر سنين، وأن لم يكتمل هذا النصاب لشخص معين يطردون الشخص الذي اجمع عليه اكبر عدد من الرقاقات أطلقوا على عملية الطرد اسم ostracism من كلمة ostraka التي تعني رقاقة الطين.
رباط السالفة ؛
نحتاج إلى أن يفكر الشعب ثم يقرر بطريقة (حضارية) للتخلص من الفاسدين والانتهازيين الذين سرقوا العباد وعاثوا في الأرض الفساد بعد أن بحت الأصوات وجف حبر الاقلام وحجب الدعاء، طريقة نعيد فيها للبلد مكانته التي تليق به وبشعبه العظيم الذي فقد الكثير من قيمه وثقافته وأخلاقيات مجتمعه وتراجع كثيرا عن بقية البلدان التي كانت تنظر اليه في يوم من الايام قدوة من بين البلدان .
نحتاج لان نتغير ونغير وتتغير الوجوة الفاسدة التي تمسكت بالسلطة وسرقت وتمادت فيها بحجة الديمقراطية والحرية والانتخابات والتداول السلمي متكاة على الحصانة بغياب القانون والعدالة ومازال الشعب في وادي يعيش البؤس والفاقة غير امن مشردا في مخيمات لاجئا في بلده.
نحتاج الى ثورة حقيقية (حضارية) للتغيير مثلما قرر شعب أثينا الاطاحة برؤوس الفاسدين ونفيهم بعد كشفهم ولفظهم من قبل المجتمع وتعريتهم فمتى يكون هذا الوعد؟