الناس الأوفياء ندرة، صُناع التاريخ هُم الذين يخلدون في الذاكرة الوطنية، ويذكرون عند الشدائد، وتبقى الألسن تلهج بذكراهم الطيب، وتتعاظم وتكبر أفعالهم الخيِرة كالصدقة الجارية ، لا ينقطع أثرها أبد الدهر ، فالإشارة اليهم تبعث الحياة في العظام وهي رميم من روعة وجمال إنجازاتهم وعطاياهم الإنسانية التي لها أثر وبصمة في تطيِب النفوس والخواطر للصغار والكبار .
فالأوفياء يتركون في قلوبنا نورا لا ينطفئ أبداً نحتاج اليهم دوما لأنهم يجعلون السعادة منا أقرب ويزرعون الأمل والتفاؤل في نفوسنا ، فهم سر من أسرار الرحمن فسبحان من وضع لكم في قلوبنا قدراً ومحبة ومعزة وعلى لساننا ذكراً وآية. فذكرناكم في هذا الصباح ، وخصيناكم بالدعاء لأنه أصدق الكلمات...هكذا أنتم سرّ من أسرار سعادتنا ومصدر فخرنا وشعلة النور التي أنارت فكرنا لقربنا من منتدياتكم الفكرية التي أضاءت عقولنا وقلوبنا ورتقينا في سلم المعرفة درجات ودرجات . فما أروع أن تحب أُناسا تأمرك الروح ان تسأل عنهم ويجبرك القلب ان تدعو لهم، وتلح عليك النفس أن تراسلهم فمعرفتهم نعمه ومراسلتهم موده والسؤال عنهم حق والدعاء لهم واجب..جعل الله أبواب الجنة تفتح لكم وقلوب الناس ترتاح لكم وكل حسنة تضاعف لكم وكل سيئة تمسح عنكم وفي كل خطوة الملائكة تدعو لكم يا رب العالمين. فأنتم كنوزنا نتفاخر بكم نجوما أنارت عتمتنا وأضاءت بصيرتنا وتفتحت بحضوركم القلوب قبل العقول، تلك هي الأضاءات الذهبية، والومضات التربوية والتعليمية المميزة في سيرتكم الزاهية بالفكر الإنساني والمعاني القيمة التي تشدنا دوماً لقراءتها صباحاً ومساء... لكي نتعلم منكم ما فاتنا من دروس وعلوم من مدارسكُم الفكرية الرائعة التي تدل على عظمة وبراعة ومهارة قائدها في صناعة الثقافة وأدواتها....