شهدت مصر خلال الفترة الماضية، جرائم نصب متنوعة استهدفت أموال البسطاء في ما يعرف إعلاميا بظاهرة ”المستريح".
ويقوم ”المستريح"بتجميع مبالغ ضخمة من أموال البسطاء بزعم استثمارها في مجالات مختلفة تحقق عوائد ومكاسب مالية كبيرة، ثم يختفي بشكل مفاجئ.
وخلال الأيام الأخيرة، تنامت الظاهرة بشكل كبير، وأصبح المصريون يستيقظون يوميا على ظهور ”مستريح" جديد.
كان من أبرزهم ”مستريح أسوان" الذي جمع الماشية ومدخرات البسطاء في أقصى صعيد مصر، وأخيرا ضبط السلطات المصرية ليل الاثنين الماضي سيدة استولت على 4.5 مليون جنيه (حوالي 250 ألف دولار) من المواطنين في مدينة 6 أكتوبر غرب العاصمة القاهرة.
مستريح أسوان
في أقصى جنوب مصر، وتحديداً في محافظة أسوان، استطاع الشاب مصطفى البدري الذي عرف باسم ”مصطفى البنك"، جمع نحو 200 مليون جنيه مصري أي ما يعادل أكثر من (11 مليون دولار) من المواطنين بزعم استثمارها في تجارة المواشي، ثم اختفى قبل أن تضبطه السلطات وتحوله للنيابة العامة التي حولته بدورها للمحاكمة العاجلة.
وبحسب تحريات الأجهزة الأمنية في مصر، شرع ”مصطفى البنك" في تجارته غير المشروعة الخاصة بغسيل الأموال عن طريق تجارة بيع وشراء المواشي بنظام ”الوعدة".
ونظام ”الوعدة" هو شراء رؤوس المواشي بسعر أعلى من نظيره فى الأسواق مع تأجيل سداد الثمن لمدة تصل إلى 21 يوما، على ألا يحصل صاحب الماشية سوى على مقدم ألف جنيه، أي حوالي ( 55 دولارا) ووعد بسداد باقي المبلغ.
فى المقابل يبيع ”البنك" المواشي بسعر أقل من ثمنها الأصلي بكثير، حتى يجذب آلاف الضحايا له.
مستريح كرداسة
وفي واقعة لا تقل غرابتها عن سابقتها، نجحت السلطات المصرية يوم السبت الماضي، في القبض على شخص يدعى خالد السمان ”مستريح كرداسة"، بعد استيلائه على نحو 280 مليون جنيه (15 مليون دولار) من ضحاياه.
يأتي ذلك بعدما رصدت مديرية أمن الجيزة، منشورات ومقاطع فيديو متداولة، تظهر اتهام مئات الأشخاص الشخص الذي ضبط بالنصب عليهم والاستيلاء على أموالهم بنحو 280 مليون جنيه (حوالي 15 مليون دولار)، وتبين أنه مطلوب في 54 قضية نصب أخرى، ليتم تحويله للنيابة والتحقيق معه.
مستريح الشرقية
وسبقت واقعة كرداسة بيومين فقط، وتحديدا يوم الخميس 19 مايو/أيار الجاري، عملية ضبط مستريح جديد في محافظة الشرقية، بعدما حرر عدد من الضحايا عدة بلاغات ضد "محمد. ج” (31 عامًا)، بتهمة النصب عليهم والاستيلاء على أموالهم بمبالغ وصلت إلى حوالي 36 مليون جنيه مصري، أي أكثر من مليوني دولار.
وبحسب تحريات الأجهزة الأمنية في محافظة الشرقية، أوهم المتهم ضحاياه بامتلاكه مجموعة من الكافيهات بمنطقة الغشام بدائرة قسم ثان في الزقازيق، وبمرور الوقت قام بجمع أموال كبيرة منهم واختفى عن الأنظار، لتتمكن بعد ذلك السلطات من ضبطه، وعرضه على النيابة العامة التي قررت حبسه على ذمة التحقيقات.
مستريحة الجيزة
وفي أحدث وقائع ظاهرة ”المستريح" في مصر، نجحت أجهزة الأمن في الجيزة مساء الاثنين الماضي، في ضبط إحدى السيدات لقيامها بالنصب والاحتيال على المواطنين والاستيلاء منهم على أكثر من 4.5 مليون جنيه مصري (حوالي 250 ألف دولار) من أموالهم بزعم توظيفها بمنطقة حدائق أكتوبر غرب العاصمة القاهرة.
وبحسب عدة بلاغات تلقتها أجهزة الأمن في الجيزة من عدد من المصريين، قامت إحدى السيدات ”ربة منزل" وشهرتها "أم إبراهيم”، بالحصول على مبالغ مالية منهم لتوظيفها وتشغيلها في مجال تجارة الأجهزة الكهربائية والأثاث مقابل أرباح.
وبحسب البلاغات فإن السيدة تعثرت في سداد تلك الأرباح وتركت محل إقامتها خشية ضبطها وملاحقة الأهالي لها، قبل أن تضبطها السلطات وتحولها إلى النيابة.
تحرك برلماني
وفي تحرك برلماني، طالب النائب في البرلمان المصري مصطفي بكري، مجلس النواب بضرورة إصدار تشريع يقضي بمواجهة ظاهرة "المستريح” الذي يجمع الأموال من المصريين خارج إطار القانون، بما يعطي النائب العام سلطة فرض التدابير التحفظية على المتهمين بشكل تلقائي ودون إبلاغ.
وقال بكري خلال الجلسة العامة لمجلس النواب المصري، يوم الأحد الماضي، خلال مناقشة قانون غسيل الأموال، إن ”ما جرى هو غسل أموال على حساب المواطنين".
وشدد بكري على ضرورة اتخاذ الإجراءات التي من شأنها وضع حل لهذه الظاهرة".