نيروز الإخبارية : تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة يوم الاثنين، آخر تطورات حرب أوكرانيا، حيث تحدثت عن ”مناورة" أوكرانية في جنوب البلاد كوسيلة لـ"إلهاء" القوات الروسية عن معركة ”دونباس".
واعتبرت صحف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ”مهدد الآن بخطر الإطاحة به من قبل دائرته المقربة إذا فشلت العملية العسكرية في أوكرانيا"، وذلك بالإضافة إلى التشكيك المستمر في حالته الصحية.
وسلطت صحف الضوء على أزمة الديون الروسية، حيث انتهت مهلة سداد دفعة فائدة مقدرة بـ100 مليون دولار، وذلك بسبب العقوبات الغربية، مما يعرض موسكو لـ"خطر التخلف عن السداد".
”مناورة" أوكرانية
ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال" الأمريكية أن القوات الأوكرانية ”تناور" الآن في جنوب البلاد وتشن هجمات مضادة على نظيرتها الروسية، أملا في استعادة السيطرة على الأراضي التي استولت عليها موسكو هناك وإلهاء الأخيرة أيضا عن تقدمها في معركة ”دونباس" الشرقية وإبطاء هجماتها.
وقالت الصحيفة إن ”أوكرانيا تتطلع لاستعادة مدينة خيرسون الاستراتيجية ذات الأهمية الاقتصادية البالغة، ووقف المخططات الروسية للتقدم إلى عتبة أوروبا".
ورأت الصحيفة أن ”محاولة أوكرانيا في الجنوب تهدف إلى جذب القوات الروسية بعيدا عن الشرق، وتحرير الموانئ الجنوبية للبلاد التي كانت ذات يوم مصدرا لمليارات الدولارات بسبب صادرات القمح، بالإضافة إلى تعطيل الجسر البري الذي تسعى موسكو إلى إقامته بين روسيا والقرم وما بعدها إلى عتبة الاتحاد الأوروبي".
وأضافت أنه ”بالرغم من أن أوكرانيا تترنح الآن بعد سقوط مدينة سيفيرودونتسك الأسبوع الماضي، وهي مدينة محورية في إقليم لوغانسك في الشرق، فقد أعطت احتمالية استعادة خيرسون بصيص أمل".
وأوضحت الصحيفة أنه ”بالنسبة للأوكرانيين، تتمثل المهمة الأكثر إلحاحًا في تجاوز بريشيب، القرية الأخيرة قبل بلدة سنيوريفكا التي تسيطر عليها روسيا، الأمر الذي من شأنه أن يمنح قوات كييف مقاربة ثانية لخيرسون، حيث لا يزال ما يقدر بأكثر من مئة ألف شخص يعيشون تحت الاحتلال الروسي".
وأشارت الصحيفة إلى أن خيرسون ”كانت أول مدينة كبرى تسقط في الغزو الروسي ولا تزال ركيزة احتلال روسيا لجنوب أوكرانيا".
واعتبرت أن استعادة كييف السيطرة على المدينة ستمنحها لأول مرة منذ بداية الحرب وصولاً كاملاً إلى ”نهر دنيبر"، وهو طريق عبور مهم للشحن، وسيضع القوات الأوكرانية على عتبة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.
في المقابل، قالت الصحيفة إنه بالنسبة لروسيا، تعد الجبهة الجنوبية واحدا من ”الانتصارات المتواضعة" التي يمكن أن يدعيها الكرملين وتقدم لموسكو وسيلة لتوسيع سيطرتها إلى ما وراء خيرسون، والاستيلاء على مدينة أوديسا التي تسيطر عليها أوكرانيا.
وأضافت: ”هذا المخطط سيتيح لروسيا ربطا بدولة ترانسنيستريا التي تسيطر عليها موسكو، والتي انفصلت عن مولدوفا في عام 1992″، مشيرة إلى أن ”هذه الخطوة ستمنح الكرملين في النهاية جسراً برياً من أراضيه إلى مولدوفا، الدولة التي تقع على حدود الاتحاد الأوروبي".
ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم: ”لا تزال القيادة الروسية تحلم بشن حملة متجددة على طول الساحل الجنوبي لأوكرانيا، والاستيلاء على أوديسا"، مشيرين إلى أنه على الرغم من أن الحملة الروسية الحالية تتركز في دونباس، ”فإن أكثر الأراضي التي احتلتها روسيا أهمية حتى الآن هي خيرسون".
وأوضح المحللون أن للمدينة تداعيات أكبر على الجدوى الاقتصادية لأوكرانيا، و"ستثبت أيضًا التركيز المستقبلي لهذه الحرب،" مضيفين أن كييف ستحتاج إلى ”وقت كبير" لإحداث أي تأثير ملموس في القوات الروسية على طول الجانب الجنوبي للبلاد.
واختتمت الصحيفة: ”حتى الآن، يتوقع المسؤولون الأوكرانيون أن الأسلحة القادمة، مثل مدافع الهاوتزر الأمريكية وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، ستمنحهم القوة النارية التي سيحتاجون إليها لتحقيق مكاسب جديدة ذات مغزى على الجبهة الجنوبية في الأشهر المقبلة