نيروز الإخبارية : هزت انفجارات مدينةميكولايف الواقعة في جنوب أوكرانيا اليوم السبت بعد أيام شهدت سقوط صواريخ روسية على مبنى سكني ومركز تسوق في مدن أخرى، مما أسفر عن مقتل العشرات.
ودوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في منطقة ميكولايف التي تقع على حدود ميناء أوديسا الحيوي على البحر الأسود.
وكتب أولكسندر سينكيفيتش رئيس بلدية ميكولايف على تطبيق تليجرام "هناك انفجارات قوية في المدينة! ابقوا في الملاجئ!".
ولم يتضح على الفور سبب الانفجارات رغم أن روسيا قالت اليوم السبت إنها استهدفت مواقع قيادة للجيش في المنطقة.
وتقول كييف إن موسكو كثفت هجماتها الصاروخية على أهداف بعيدة عن جبهات القتال وإنها قصفت عمدا مواقع مدنية بينما تحقق القوات الروسية مكاسب في ساحة المعركة في الشرق، حيث قصفت المناطق الحضرية بالمدفعية.
وتقول روسيا إنها تستهدف مواقع عسكرية وتنفي استهداف المدنيين. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "القوات المسلحة الروسية لا تتعامل مع أهداف مدنية".
وتسبب القصف الروسي في تهدم مبنى سكني أمس الجمعة في أوديسا، وتقول السلطات أن هذا القصف تسبب في مقتل ما لا يقل عن 21 شخصا. وجاء بعد قصف يوم الاثنين استهدف مركزا للتسوق في مدينة كرمنتشوك في وسط البلاد قال مسؤولون إنه أسقط ما لا يقل عن 19 قتيلا.
وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالضربات في خطابه المصور الليلي أمس الجمعة ووصفه بأنها "إرهاب روسي دقيق ومتعمد ومستهدف وليس نوعا من الخطأ أو ضربة صاروخية عرضية".
وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت إنها دمرت مواقع للجيش الأوكراني في ميكولايف ومنطقة دونباس الشرقية بأسلحة عالية الدقة وضربت مواقع أخرى مرتبطة بالجيش في منطقة زابوريجيا الجنوبية وخاركيف في الشمال.
وقُتل آلاف المدنيين منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير شباط فيما تسميه موسكو "عملية عسكرية خاصة" لاقتلاع القوميين. وتقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إنها حرب عدوانية غير مبررة.
يوم الحداد
ساعد سكان قرية سيرهيفكا السياحية القريبة من أوديسا العمال في انتشال أنقاض المبنى السكني المكون من تسعة طوابق، والذي دُمر جزء منه في قصف يوم الجمعة.
وقال أولكسندر أبراموف، الذي يعيش في المنطقة "جئنا إلى الموقع، وقمنا بتقييم الوضع مع موظفي الطوارئ والسكان المحليين، وساعدنا الناجين معا، كما ساعدنا في نقل القتلى بعيدا".
وستقيم المنطقة يوما للحداد اليوم السبت.
وجاء الهجوم على سيرهيفكا بعد وقت قصير من انسحاب روسيا من جزيرة الأفعى، وهي نتوء صخري استراتيجي في البحر الأسود على بعد 140 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من أوديسا وسيطرت عليه روسيا في اليوم الأول من الحرب.
واستخدمت روسيا جزيرة الأفعى لفرض حصار على أوكرانيا، وهي واحدة من أكبر مصدري الحبوب في العالم ومنتج رئيسي لبذور الزيوت النباتية. وتعطلت الصادرات مما تسبب في زيادة أسعار الحبوب والغذاء حول العالم.
وتنفي روسيا، وهي أيضا منتج كبير للحبوب، أنها من تسببت في أزمة الغذاء، وأنحت باللوم على العقوبات الغربية في الإضرار بصادراتها.
والتقى بوتين برئيس إندونيسيا يوم الخميس وتحدث عبر الهاتف يوم الجمعة مع رئيس وزراء الهند ووعد زعيمي البلدين اللذين يعدان مستوردين رئيسيين للأغذية بأن روسيا ستواصل توريد الحبوب.
وفي الوقت الذي كانت الصواريخ تدك فيه المدن الأوكرانية، كانت القوات الروسية في الشرق تتقدم ببطء على الأرض وتنهال بقذائفها على القوات الأوكرانية التي تقاتل للسيطرة على المراكز الحضرية. وتهدف موسكو إلى إخراج أوكرانيا من مقاطعتي لوجانسك ودونيتسك اللتين تشكلان المنطقة الصناعية المعروفة باسم دونباس.
وتقف موسكو على شفا الاستيلاء على إقليم لوجانسك منذ أن انتزعت السيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك الأسبوع الماضي بعد واحدة من أعنف المعارك في الحرب.
وآخر معقل لأوكرانيا في لوجانسك هو ليسيتشانسك والتي توشك أن تحاصرها القوات الروسية تحت وابل من قذائف المدفعية.
وقال حاكم مدينة لوجانسك سيرهي جايداي عبر تيليجرام "المنازل في القرى التي تتعرض للهجوم تحترق واحدا تلو الآخر"، مضيفا أن القصف منع سكان ليسيتشانسك من إخماد الحرائق.
وقال حاكم منطقة دونيتسك إن أربعة مدنيين قتلوا في قصف الجمعة وأصيب 12.
وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية كثفت قصفها على نطاق واسع يوم الجمعة في مناطق من بينها خاركيف في الشمال ومواقع التمركز الأوكرانية في المناطق الحدودية في سومي وتشيرنيهيف.
وقال زيلينسكي إن هناك حاجة لوصول مزيد من الأسلحة في شرق وجنوب أوكرانيا. وقالت الولايات المتحدة إنها سترسل اثنين من أنظمة الصواريخ ناسامز أرض/جو وأربعة رادارات إضافية مضادة للمدفعية وكذلك شحنات ذخيرة ضمن أحدث شحنات الأسلحة لكييف.