نيروز الإخبارية : لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت شهرها الخامس تتصدر عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الأحد، حيث ركزت على التطورات الميدانية في خضم تضارب الأنباء حول سيطرة موسكو على مدينة ليسيتشانسك بمنطقة دونباس الشرقية.
وتناولت الصحف تقارير تكشف عن تصعيد روسي بشأن هجماتها الصاروخية ضد الأهداف المدنية بأوكرانيا، وسط تقديرات تفيد بأن الكرملين لم يعد لديه المخزون الكافي من الأسلحة المتطورة في ترسانته.
تصعيد روسي ضد الأهداف المدنية
ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز" الأمريكية أن روسيا كثفت في الآونة الأخيرة من وتيرة هجماتها الصاروخية على أهداف مدنية في أوكرانيا، وذلك في وقت يرى فيه محللون أن استخدام الروس المتزايد لصواريخ ”غير دقيقة" تعود إلى الحقبة السوفيتية لإرهاب المدنيين، يعكس استنفاد قواتهم.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين أوكرانيين وغربيين ومحللين روس، إن وتيرة الضربات الروسية على أهداف مدنية، التي تُنفذ غالبًا بصواريخ قديمة وغير دقيقة، تتزايد، حيث تنخفض قوتها على الأسلحة الأكثر تطوراً في كفاحها لإحراز تقدم في الشهر الخامس من الحرب.
ونقلت الصحيفة عن أوليكسي هروموف، وهو جنرال بالجيش الأوكراني، قوله إنه تم إطلاق أكثر من مئتي صاروخ على الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة الأوكرانية في النصف الثاني من يونيو المنقضي، أي أكثر من ضعف العدد في النصف الأول من الشهر نفسه.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى ما وصفته بـ"أعنف ضربات الحرب"، عندما وقع هجوم روسي على مركز تجاري، الاثنين، في مدينة كريمنشوك الصناعية، حيث أطلقت موسكو صاروخين من طراز ”كيه إتش"، وسقط صاروخ من نفس النوع على مبنى سكني في منتجع سيرهيفكا المطل على البحر الأسود أمس الأول، الجمعة.
وأوضحت الصحيفة أن الصواريخ السوفيتية من طراز ”كيه إتش"، المصممة لمهاجمة السفن، دخلت ترسانة البلاد في الستينيات، مما دفع المحللين إلى التكهن بشأن انخفاض قدرة روسيا على شن حرب بأسلحة حديثة.
وفي هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن بافيل لوزين، المحلل العسكري الروسي، قوله ”إن استخدام مثل هذه الأسلحة ”لإرهاب المدن الأوكرانية من الجو يعد دليلاً آخر على انخفاض مخزونات روسيا من الذخائر الدقيقة البعيدة المدى".
ووفقًا للصحيفة الأمريكية، ردد الملحق الدفاعي البريطاني، ميك سميث، هذه الرواية أيضاً، حيث قال إن استخدام الصواريخ القديمة المضادة للسفن يشير إلى تضاؤل الأسلحة الحديثة الروسية.
وقالت الصحيفة إن الاستخدام المتزايد لصواريخ ”كيه إتش" يتزامن أيضاً مع ارتفاع تقديرات وكالات الاستخبارات الغربية للخسائر العسكرية الروسية.
وأضافت: ”على الرغم من اختلاف تقديرات الخسائر، يتفق معظم المسؤولين والمحللين الغربيين على أن روسيا ستكافح للحفاظ على وتيرة عملياتها العسكرية في أوكرانيا عند مستوى الاستنزاف الحالي، مشيرين إلى أن موسكو لا تريد إنهاء الحرب، لكنها بحاجة لالتقاط أنفاسها لمداواة الجروح وتجديد مخزونها من الأسلحة جزئيًا".
وتابعت: ”على نطاق أوسع، يحذر المسؤولون في كييف من أن الارتفاع الحاد في الهجمات المدنية قد يشير إلى مرحلة جديدة من الحرب، حيث تحاول روسيا تعويض تقلص قدرتها العسكرية بمحاولات إضعاف الروح المعنوية الأوكرانية".
ونقلت الصحيفة عن ميخايلو بودولاك، أحد مستشاري الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قوله أمس: ”لقد انتقل الروس إلى مفهوم الحرب حيث يريدون خلق حالة من الذعر على نطاق واسع في أوكرانيا. إن روسيا تفعل ذلك للضغط على حكومتنا للتنازل عن الأراضي مقابل السلام، مما يسمح للكرملين بإعلان النصر".