وعن الحرب الروسية الأوكرانية، نقلت صحيفة ”ديلي إكسبريس" البريطانية عن محلل سياسي كبير اعتقاده أن ”مهلة" أوكرانيا لاستعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا أوشكت على الانتهاء، وسط مخاوف من خسارة أراض أخرى لصالح الكرملين.
وقال مايكل كوفمان، وهو باحث ومحلل كندي كبير، للصحيفة البريطانية إن لدى أوكرانيا موعدًا نهائيًا يقدر بـ 6 أشهر يجب أن تستعيد فيه الأراضي المحتلة من روسيا قبل أن تبدأ قواتها في الإرهاق، وتصبح غير قادرة على محاربة نظيرتها الروسية.
وأضاف كوفمان أن معركة خيرسون ستكون بمثابة اختبار للقوات الأوكرانية سيُحدد من خلاله ما إذا كان بإمكان كييف استعادة الأراضي المحتلة، بعدما أعلنت أوكرانيا عن نيتها شن هجوم مضاد للسيطرة على المدينة الجنوبية، وهي منطقة رئيسة نظرًا لقوتها الاقتصادية عند مصب نهر دنيبرو، مما يعني أنها تتحكم أيضًا في إمدادات المياه لشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا العام 2014.
وشدد المحلل السياسي أن الموعد النهائي المقدر بستة أشهر أصبح أكثر إلحاحًا بعد المراسيم الروسية الجديدة التي وقعها الرئيس فلاديمير بوتين، والتي تسهل على الأوكرانيين الحصول على الجنسية الروسية وجوازات السفر في المناطق المتنازع عليها.
وقال كوفمان: ”في هذه المناطق، تقدم روسيا أيضًا الروبل ليكون موازيًا للهريفنيا (العملة الأوكرانية) وتحث على تقديم الرسوم الدراسية باللغة الروسية. وبعد انتصار روسيا باحتلال مقاطعة لوغانسك في دونباس بعد أن استولت على ليسيتشانسك، تعهد بوتين بأن الحرب التي استمرت خمسة أشهر لم يبدأ أي شيء بشكل جدي حتى الآن".
ورأى كوفمان أن مثل هذه التعليقات والإجراءات من الكرملين وتجاهله للقانون الدولي تعني أن القوات الأوكرانية تتعرض لضغوط كبيرة للرد واستعادة خسائرها، مشيرًا إلى أن أوكرانيا تمتلك الآن صواريخ بعيدة المدى تسمح لها بمهاجمة خطوط الإمداد الروسية وإعاقة مدفعيته، وبالتالي يمكنها تنفيذ هجوم مضاد ناجح".
ميدانيًا، اعتبرت صحيفة ”نيويورك تايمز" أن الضربات الصاروخية الروسية على مركز للتسوق واستوديو للرقص وقاعة أفراح في مدينة فينيتسا بوسط أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل 23 شخصًا وجرح 71 آخرين بينهم أطفال، بالإضافة إلى استهداف مدن أخرى، الخميس، تظهر مدى ”القوة المميتة" لروسيا في استهداف المدنيين.
وأوضحت الصحيفة أن مدينة فينيتسا، التي كان عدد سكانها قبل الحرب أكثر من 370 ألف نسمة، تقع غرب نهر دنيبرو، على بعد مئات الأميال من منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، وهي محور حملة موسكو العسكرية في الأسابيع الأخيرة والهدف المفترض للهجوم البري التالي.