تعد سيدي بوسعيد التونسية مدينة سياحية رئيسية في تونس لامتلاكها على أبراج النار التي بُنيت للدفاع عن ساحل تونس عبر جبل المنارة
وسميت بهذا الاسم تيمناً بأبو سعيد خلف بن يحيى الباجي المعروف باسم سيدي بوسعيد، وهو المعلم الذي كان يعلّم في الشارع الذي يعيش فيه والذي سمي باسمه، والذي قرب انتهاء حياته غادر لجبل المنارة ليعلم الصوفية.
سيدي بوسعيد،مدينة ساحرة تعد الوجهة الاولى التي يقصدها سكان العاصمة للسباحة ولقضاء يوم صيفي لمقاومة ارتفاع درجات حرارة الطقس اذ تمتاز شواطئها بنقاء مياهها ورمالها الفضية.
فمدينة سيدي بوسعيد التي تقع على قمة ربوة صخرية تطل على مدينة قرطاج وخليج تونس، تجذب الزوار للاستمتاع بجمال البحر، وشموخ المكان الذي حافظ على طابعه المعماري العريق.
فمنذ القدم،استخدم جبل سيدي بو سعيد كحصن لتوفير الأمن والمراقبة والدفاع عن قرطاج في القرن السابع قبل الميلاد.
وتتميز سيدي بوسعيد بطراز معماري فريد ما جعل العديد يشبهونها بسانتوريني اليونانية حيث تمتاز معظم بيوتها باللون الأبيض وأبوابها العتيقة المزخرفة باللون الأزرق، لتضفي على المكان جمالا استثنائيا.
وما يميز المدينة أنها لم تستخدم اللونين الأزرق والأبيض حتى أوائل عشرينيات القرن الماضي، عندما استوحيت من قصر البارون رودولف دورلانجر، وهو مستشرق ورسام فرنسي وعالم موسيقى المعروف بجهوده في الترويج للموسيقى العربية، عاش في سيدي بو سعيد من عام 1909 حتى وفاته 1932، ومنذ ذلك الحين، أصبحت المدينة بهذا الجمال الفني، كملاذ للرسامين والكتاب والصحفيين المشهورين.
تحظى سيدي بو سعيد بشعبية كبيرة بين السكان المحليين والسياح، ففي أيام الصيف الحارة بشكل خاص، يقصد المصطافون شواطئها الساحرة التي يتم تجهيزها بمظلات وكراسي للاستلقاء والاستمتاع بالشمس وجمال المكان.
فهذه المدينة القريبة من القلوب، سهل الوصول إليها إذ يتوفر بها محطة قطارات تربط العاصمة بضاحيتها الشمالية.
المدينة تضم مرسى به نادي لليخوت في الجزء الشمالي من الشاطئ. كما يقصدها الأشخاص الذين يرغبون في ركوب يخت أو تزلج على الماء أو جت سكي.
وما يضفي السعادة على المصطافين لذة محلاتها التي تبيع البامبالوني(نوع من الفطائر المقلية) والفريكاسي(عجين يتم قليه وحشوه بالهريسة الحارة والتونة والبطاطا المسلوقة والزيتون والبيض المسلوق) والكفتاجي (مكون من بطاطا وكوسا وفلفل وطماطم وبيض مقلي).
وتعرف سيدي بوسعيد بأسواقها التقليدية، وبمرافقها السياحية كالفنادق والمطاعم، والمقاهي، إضافة إلى انتشار المحلات والأكشاك التي تبيع التحف واللوحات والهدايا المصنوعة يدويا.
ويمتلك أهم مشاهير تونس منازل وفيلات في مدينة سيدي بوسعيد لعل أبرزهم الفنانة الإيطالية المولودة في تونس كلاوديا كاردينال والفنانة التونسية لطيفة والإعلامية عفاف جنيفان ومصمم الأزياء التونسي والعالمي الراحل عز الدين علية.
وجهة للمصطافين
وقال محمد أمير محفوظ ناشط بالمجتمع المدني بمدينة سيدي بوسعيد إن السكان المحليين يهربون من حرارة الجو نحو شواطئ الضاحية الشمالية ولعل أبرزها شواطئ سيدي بوسعيد للبحث عن المتعة بين أحضان مياه البحر، و تحقيق الترفيه عن النفس والاستمتاع بالعطلة الصيفية بعيدا عن الضغوطات اليومية للحياة.
وأكد في تصريحات لـ"نيروز الاخبارية" أنه بالرغم من أن تم اعتبار عدد من شواطئ سيدي بوسعيد ممنوعة من السباحة بسبب الفضلات والتلوث الناجم عن الديوان الوطني للتطهير "الأوناس" إلا أن سيدي بوسعيد مازالت تحافظ على ذات الرونق وذات السحر وبقي عدد من شواطئها جاذب للمصطافين.
وأوضح أنه يعمل بصفته ناشطا بالمجتمع المدني على إعادة جمال وبهاء جميع شواطئ سيدي بوسعيد مشيرا إلى أن هذه المدينة هي قبلة للسياح حيث يزورها الالاف يوميا من السياح ومن التونسيين للاستمتاع بتفاصيلها وبجمال معمارها ومعالمها التاريخية وفنادقها ومطاعمها وروائح الياسمين المنبعثة من أسوار المنازل.