تعود ذكريات كبير مراسلي البيانات لدى CNN، هاري إنتن، عن الاستحمام إلى حين كانت والدته تجرّه للاستحمام فيما هو يرفس ويصرخ.. كان ذلك منذ فترة طويلة، وحاليًا هو أولئك الأشخاص الذين يستحمون مرًة واحدة في اليوم.
ربما لهذا السبب، اشمأز عندما سمع منذ بضعة أشهر، أشخاصًا لا يغتسلون أو يستحمون يوميًا.
لكن، ماذا لو كنتُ وثلثي الأمريكيين الذين يستحمون يوميًا على خطأ؟ وماذا لو لم يكن الاستحمام يوميًا أفضل وسيلة للحفاظ على النظافة؟
هذا كان موضوع نقاش الحلقة الأخيرة من البودكاست الخاص به بعنوان "هوامش الخطأ"، حيث تناول المواضيع التي نختبرها كل يوم.
وقال إنتن: "دعونا نواجه الأمر: نحن نعيش في مجتمع هوايته المفضلة إصدار الأحكام على الآخرين. هذا صحيح بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بكيفية ظهور الناس وتقديم أنفسهم".
الحكم على الآخرين إن استحموا أم لا
أثار الدكتور جيمس هامبلين الجدل منذ بضع سنوات عندما قرر التوقف عن الاستحمام فجأة. وبعد تجربته، كتب كتابًا بعنوان "النظافة: العلم الجديد للبشرة، وجمالية فعل القليل".
وقال هامبلن لإنتن إن "ممارسات النظافة هي واحدة من آخر المجالات التي تسمح للناس بذم بعضهم البعض علانية بالفظ أو المثير للاشمئزاز".
وتابع: "لقد أحرزنا الكثير من التقدم في مجالات عديدة، لكن الاستحمام ما زال نطاقًا لإصدار الأحكام، ونحن بحاجة إلى التأكد من ذلك".
لا أحد محصن ضد هذه الأحكام، وقد احتلت الممثلة ميلا كونيس والممثل أشتون كوتشر العناوين الرئيسية الصيف الماضي، عندما اعترفا بأنهما اتبعا نهجًا مريحًا لعادات استحمام أطفالهما.
لكن استطلاعات الرأي تخبرنا عن مدى حداثة ظاهرة الاغتسال أو الاستحمام بانتظام.
فبحسب مؤسسة غالوب، عام 1950، كان أقل من 30% من الأمريكيين يغتسلون أو يستحمّون مرة واحدة يوميًا على الأقل في الشتاء. ورغم ذلك، يبدو أنهم عاشوا كما يجب.
لذلك، قرر إنتن أن يتعمق أكثر في هذه القضية، وسأل لماذا نستحم كثيرًا الآن، وهل نحتاج إلى ذلك؟ أين هو الحد الفاصل بين ما هو ضروري لنظافتنا.. وما هو مجرد تسويق؟
وفقًا لكاثرين أشينبورغ، مؤلفة كتاب "الأوساخ على النظافة: تاريخ غير صحي"، فإن للبشر تاريخًا معقدًا مع الاستحمام يعود إلى روما القديمة.
مكان للقوة والضعف..طقوس الاستحمام في التاريخ تكشف معانٍ أعمق عن روتين النظافة اليومي
وفيما يعشق الرومان الاستحمام، بيد أن هذه المفردة أصبحت كلمة مسيئة لمئات السنوات اللاحقة.
عندما ظهر موت الأسود في القرن الرابع عشر، قالت كاثرين إن الأطباء اعتقدوا "أنك ستكون أكثر عرضة للإصابة بالطاعون إذا أخذت حماما دافئًا، لأنهم قالوا إنّ "الحمامات الدافئة ستفتح مسامك وسيدخل المرض من خلالها".
وربما كان الأمر الأكثر دلالة، هو ندرة استحمام الملك الفرنسي لويس الرابع عشر. لكنه حصل على تصريح بتغيير قمصانه المصنوعة من الكتان مرات عدة في اليوم.
هل التنظيف المتكرر مضر بالنسبة إلينا؟
إذن ما الذي تغير؟ أوضح إنتن أنّه من ناحية تعمّقنا أكثر بنظرية الجراثيم. لدينا الكثير من إمكانية الوصول إلى مصادر المياه النظيفة والصابون والحمامات، ومن ناحية أخرى، فقد ذهب التسويق إلى الحد الأقصى، إذ لا يمكنك الالتفات من دون رؤية إعلان يحاول بيع منتج يحافظ على نظافتك، إنها صناعة تقدر بمليارات الدولارات.
ويعتقد بعض المهنيين الطبيين أن التنظيف المفرط يجعلنا أقل صحة. واتضح بالفعل أننا قد نستفيد من بعض الجراثيم الأخرى.
لذا قرر إنتن أن يستكشف في حلقة البودكاست لهذا الأسبوع كم مرة تحتاج حقًا إلى الاغتسال، ولماذا من المهم فهم الفرق بين النظافة الشخصية والنظافة. بالإضافة إلى ذلك، سيشارك تجربة العناية الشخصية الخاصة به