نيروز الاخبارية - افتتح المهندس أحمد ذينات معرض الفنان إدريس الجراح والمعنون بـِ "مزارات" باستضافة من اتحاد القيصر للآداب والفنون والذي يأتي ضمن فعاليات إربد عاصمة للثقافة العربية للعام ٢٠٢٢م وبدعم من وزارة الثقافة الأردنية، وسط حضور من الفنانين التشكيليين الأردنيين من مختلف المحافظات.. وقد تناولت موضوعات المعرض بيوت مدينة إربد وحاراتها القديمة بدءا من بيت شاعر الأردن عرار، كما وتناولت بعض ما يثبت حضارتنا الريفية وزيها وبعض المهن الريفية، وتنقلَ أسلوب الفنان إدريس بينَ الانطباعية والتجريدية والرمزية وفن الكولاج في بعض الأحيان، وتعددت الخامات التي استخدمها والألوان مما يدلُ على تمكن الفنان الجراح من أدواتهِ وفنه.
بدورهِ أثنى راعي المعرض المهندس الذينات على الفن والفنانين جميعا يشكل عام و إدريس بشكل خاص، وقال: نحنُ يجب أن ننهضَ في الأردن خاصة وعالمنا العربي عامة بالفن والفنان المبدع وأن ندعمهُ ونوفرَ لهُ ما يمكنه من إظهار فنه وموهبته وإبداعه وأرى بأننا قد بدأنا بعدما كان في فترة الفنُ مُهملًا أو محرما في بعض المجتمعات، وأرى أن الفنان الجراح قد أدخلَ البهجة لنفوسنا مما رأيناهُ في لوحاتهِ من إبداع بألوانهِ البهية وفنِّهِ الملتزم، كما أثني على جهود الأديب رائد العمري رئيس اتحاد القيصر للآداب والفنون الذي لم يتوانَ يوما عن دعم الجمالِ الثقافي الحقيقي أدبا وفنا..
بدورهِ رحبَ رئيس اتحاد القيصر الأديب رائد العمري براعي الحفل والفنانين المشاركين معلنا دعمهُ وزملائه في اتحاد القيصر للآداب والفنون لكلّ مبدع فنان أم أديب أم محب للثقافة الهادفة الحقيقية فاتحا أبواب مقر الاتحاد أمامهم جميعا، ثم أضاف: إنّنا سعيدون باستضافة معرض الفنان إدريس الجراح الذي شاركنا دائما في معرضنا وورشنا ومسابقاتنا الفنية وقدمَ أعمالا تدلُّ على أصالتنا وحضارتنا الريفية في إربد بأساليب متعددة تقليدية وحديثة غيرَ منسلخٍ عن بيئتهِ وتراثهِ بفنٍ ملتزمٍ تماما في هذا المعرض.
بدورهِ الفنان إدريس توجه بالشكر لراعي الاحتفال م. الذينات لنبلهِ وحضورهِ الدائم دعما للفن وأهله، ولرئيس اتحاد القيصر الأديب رائد العمري لاستضافتهم الكريمة للمعرض، ولجميع زملائهِ وأصدقائهِ الذين حضروا الافتتاحَ، كما توجهَ بالشكرِ لوزارة الثقافة والمكتب التنفيذي لإحتفالية إربد عاصمة للثقافة العربية للعام ٢٠٢٢م، وقال: في هذا المعرض حاولتُ إبرازَ البيوت القديمة وعمراننا الريفي الذي امتازت بهِ محافظة إربد وقرى وطننا الحبيب مستخدما لعدة تقنيات في إنجازِ هذه الأعمال، وأتركُ الحكمَ على الأعمال لأذواقكم الكريمة.
بدوره قال الفنان محمود أسعد عند الفنان إدريس الجراح تتعاشق الألوان والخطوط بمنطق لوني ساحر وبنائية جميلة تجده يتنقل بين الانطباعية والتجريدية والرمزية حيث تحمل أعماله دلالات أصيلة حول القرية والمدينة بعلاقات متينة بين التكوينات الهندسية والعلاقات اللونية حيث تتولد جماليات في بناء العمل الفني بديناميكية الشكل واللون ويمتاز الفنان إدريس بفطرية اللون وبراءة التعبير بإحساس مرهف نقي وبإسلوب السهل الممتنع.
وأما الفنان والناقد رسمي الجراح فقال : يستلهم الفنان إدريس الجراح من محيطه الجغرافي الريفي تلك المشاهد التي يترجمها على السطح التصويري _انطباعات فنية وجمالية_ ولا يغفل بساطة تلك المشاهد وأصالتها ولا تفاصيلها ومثلما هي على عفويتها في الطبيعة هي أيضا في لوحات الفنان عفوية وفطرية .
وبما أن الفنان الجراح يتناول البيوت الريفية والحارات الشعبية فإنه لا يتلاعب في الكتل كثيرًا و لا يعمد إلى تغير أو اجتراح أشكال جديدة بل إنه ينقل لنا المشهد هادئًا ووادعًا كما هو . يعتمد الفنان بنائية تراكمية أفقية وعامودية ورغم أن منظور المشاهد لا يكاد يرى إلا أنه اقترح عمقا إيهاميا من خلال تلك التراكمية والأدراج " والعليات " والسطوح حتى عدت المشاهد للمتلقي وكأنك تطل على القرى والأرياف في لوحاته من مكان مقابل لها.
لا يتغفل الفنان عن أي من التدرجات اللونية بل هو سخي في اللون وفي توظيف الخامات اللونية أيضا فمن ألوان الآكريليك وألوان الزيت و الأحبار والمحسنات الأخرى جميعها تدخلت لتحقيق جماليات المشهد والذي هو في الأصل يعج بالألوان فلا يمكن له إلا أن يكون باذخًا لونيًا حتى غدت المشاهد ثرية وتحقق المتعة البصرية .
وفي نهاية الحفل تم تكريم الفنان الجراح وراعي الاحتفال بدروع تذكارية مقدمة من اتحاد القيصر للآداب والفنون ويشار إلى أن المعرض يستمر لثلاثة أيام..