إذا وجدت نفسك كثيرا ما تستيقظ وأنت تعاني من الصداع في الصباح، فأنت لست وحدك، حيث يعاني الكثيرون من الصداع الصباحي ولأسباب مختلفة تتطلب معرفتها.
ويمكن لمعرفة الأسباب الكامنة وراء هذا الألم النابض في الرأس في الصباح، والذي غالبا ما لا يكون خطيرا، أن يساعدنا في علاجه. لكن الألم المستمر في معظم فترات الصباح يمكن أن يكون مؤشرا محتملا على وجود مشكلة كامنة.
ما هي أنواع الصداع الموجودة؟
في المجموع، هناك نحو 300 نوع من الصداع. ويبدأ الصداع الصباحي عادة بين الساعة 4 صباحا و9 صباحا ويميل غالبا إلى مقاطعة نوم المريض.
ويمكن أن يندرج الألم في عدد من الفئات ما يجعله إما صداعا عنقوديا أو صداع توتر، أو حتى صداعا نصفيا.
وتشمل الأنواع الأخرى من الصداع الصباحي الصداع الانتيابي والإفراط في استخدام الأدوية.
ووجدت الدراسات أن معظم الذين يعانون من الصداع الصباحي يعانون أيضا من اضطرابات النوم.
لماذا يحدث الصداع؟
هناك العديد من الأسباب التي قد تجعلك تستيقظ وأنت مصاب بالصداع في الصباح، ومنها:
-العمل بنظام الورديات:
وتوصلت الأبحاث إلى أن الصداع في الصباح يمكن أن يكون سببه اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية، وهي عندما تكون "ساعة الجسم" الطبيعية متوقفة، مثل ما يحدث عند العمل بنظام الورديات.
وبسبب الاختلال بين ساعة جسمك الطبيعية، وعندما تكون نائما بالفعل، قد لا تحصل على قسط كاف من النوم ما قد يؤدي إلى حدوث صداع عند الاستيقاظ.
وهذا بالإضافة إلى المواد المسببة للحساسية في غرفة النوم أو النوم في غرفة شديدة البرودة، وكل ذلك يمكن أن يؤدي إلى تدهور جودة النوم.
-اضطرابات النوم
يمكن للصداع الصباحي أن يحدث جراء اضطرابات النوم، لأن نفس الجزء من الدماغ الذي يتحكم في النوم والمزاج يتحكم أيضا في الألم الذي تستيقظ به.
-الأرق
يمكن أن تمنعك هذه الحالة من الحصول على قسط كاف من الراحة عن طريق إبقائك مستيقظا عندما تحاول النوم، وإيقاظك بمجرد النوم، والتسبب في نوم مضطرب.
وقد تساهم مشكلات النوم الأخرى، مثل النوم القهري، والسير أثناء النوم، والنوم بالوسادة الخاطئة، والتغيرات المفاجئة في مواعيد النوم، مثل النوم الزائد أو قلة النوم، في حدوث الصداع.
وأبلغ العديد من المصابين أيضا عن معاناتهم من اضطرابات حركة النوم مثل صرير الأسنان (حيث يقوم الأشخاص بطحن أو ضغط أسنانهم عن غير قصد أثناء النوم)، ومتلازمة تململ الساق (حيث يعاني الأشخاص من إحساس وخز غير مريح في أطرافهم السفلية أثناء النوم والذي يصاحبه من خلال الرغبة الشديدة في تحريكهم من أجل الحصول على الراحة).
ويعد الصداع الصباحي أيضا علامة تحذير رئيسية لحالة توقف التنفس النومي، والتي لا يدرك الكثير من الناس أنهم يعانون منها.
وتتسبب هذه الحالة في تقلص الشعب الهوائية أثناء الليل، ما يؤدي إلى توقف التنفس مؤقتا. وهذا يسبب الصداع والتعب في اليوم التالي وكذلك الشخير أثناء الليل.
-مشاكل الصحة العقلية والجسدية
يعد الاكتئاب والقلق أيضا من الأسباب الرئيسية للصداع الصباحي المزمن، حيث يتداخلان مع الأرق.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأدوية بما في ذلك الأسبرين وآثار الانسحاب من مسكنات الألم والكافيين غالبا ما تؤدي إلى صداع مزمن وصداع نصفي.
وليس من المستغرب أن يكون الصداع أيضا نتيجة لشرب الكحول. وقد يكون الصداع أحيانا علامة على حالة صحية أكثر خطورة، لكن هذا نادر الحدوث.
وإذا كنت تعاني من الصداع المنتظم ولم تكن متأكدا من السبب، فمن الجدير دائما مراجعة الطبيب، خاصة إذا كان مصحوبا بأعراض أخرى.
ويمكن أن يكون بذلك الصداع من السمات الرئيسية لورم الدماغ، عندما تصاحبه مشاكل في الرؤية أو الكلام والتغيرات في الوظيفة العقلية مثل صعوبة الذاكرة.
ويمكن أن يتسبب ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية أيضا في حدوث صداع.
بعض النصائح للتخلص من الصداع الصباحي:
الكمادات الباردة: يمكن أن يؤدي وضع كمادة باردة على جبهتك إلى إحداث إعجازات في علاج الصداع النصفي. ويمكن لمكعبات الثلج الملفوفة في منشفة أو كيس من البازلاء المجمدة أو حتى الاستحمام بماء بارد أن تخفف الألم.
وسادة التدفئة: بالنسبة للصداع الناتج عن التوتر، ضع وسادة تدفئة على رقبتك أو مؤخرة رأسك. وإذا كنت تعاني من صداع الجيوب الأنفية، فامسك بقطعة قماش دافئة على المنطقة المؤلمة.
خفت الأضواء: يمكن أن تؤدي الأضواء الساطعة أو الوامضة إلى الإصابة بالصداع النصفي. وإذا كنت عرضة لها، فقم بتغطية نوافذك بالستائر المعتمة أثناء النهار وحاول ارتداء النظارات الشمسية في الهواء الطلق. وقد ترغب أيضا في إضافة شاشات مضادة للتوهج إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بك.
تجنب الإفراط في المضغ: لا يؤذي مضغ العلكة فكك فحسب، بل يمكن أن يسبب الصداع أيضا. ويجب تجنب الأطعمة المقرمشة واللزجة إذا كنت تعاني من الصداع وتأكد من تناول قضمات صغيرة. وإذا كنت تطحن أسنانك في الليل، استشر طبيب الأسنان عن إمكانية استخدام واقي الفم لأن هذا قد يحد من الصداع في الصباح الباكر.
احصل على بعض الكافيين: يمكن للكميات الصغيرة من الكافيين أن تخفف الصداع ويمكن أن تزيد من تأثير مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية. ومع ذلك، فإن الكثير من الكافيين يمكن أن يقطع النوم ويسبب أنواعا مختلفة من الصداع.