في ظل تباين النتائج البحثية التي تتحدث عن مدى فعالية العسل في علاج الجروح والتئامها، بدأت تثار مؤخرا أقاويل بخصوص مدى أمان العسل عند استخدامه لهذا الغرض.
وتبين من مراجعة أجريت العام 2015، أن مركبات العسل النشطة بيولوجيا تقدم عديدا من الفوائد على صعيد معالجة الجروح والتئامها.
كما وجدت المراجعة أيضا أن المادة اللزجة بالتحديد هي التي تفيد في علاج الحروق، والقروح، والجروح التي يصعب التئامها.
لكن تبين من نفس المراجعة أيضا أن بعض أنواع العسل تدعم عملية التئام الجروح أكثر من باقي الأنواع بفضل خصائصها المميزة، لاسيما نوع العسل الذي يعرف باسم ”مانوكا"، الذي يتسم ببعض الخصائص الاستثنائية على صعيد العناية بالجروح ومعالجتها.
أظهرت دراسات أجراها باحثون من عيادات ”كليفلاند كلينك" أن العسل يساعد بالفعل على علاج الجلد المتهيج والمصاب بجروح بعدة طرق، بدءا من علاج الحبوب وصولا إلى تقرحات الجلد، التي من ضمنها تلك التقرحات التي تنتج عن الإصابة بمرض السكري.
لكن مقابل ذلك، بدأ يتساءل كثيرون مؤخرا عن الآلية أو الطريقة التي يساعد بها العسل على علاج جروح الجلد، وعن مدى أمان العسل في علاج الجروح المفتوحة، وهو ما نجيب عليه باستفاضة من خلال التفاصيل التي نسردها في سياق السطور التالية.
اتضح من مراجعة بحثية أجريت مؤخرا أن فعالية وأمان العسل في علاج الجروح تنبثق بشكل رئيسي من خواصه المضادة للأكسدة، والمضادة للالتهابات والبكتيريا.
لكن يجب معرفة أن درجة الفعالية تختلف من نوع عسل لآخر، وأن العسل المتوافر في منزلك قد لا يكون النوع المثالي، الذي يمكنك الارتكاز عليه للعناية بالجروح.
وبينما وجدت دراسة أن نشاط العسل المضاد للبكتريا مستمد من مركب بيروكسيد الهيدروجين، لكن اتضح أن هذا المركب قد يُخَفَّف ويصير بلا مفعول بسبب الدم، والأمصال والأنسجة المجففة في أماكن الجروح.
ورغم تناقض ذلك مع فكرة الفعالية التامة التي يتميز بها عسل مانوكا، لكن الحقيقة هي أن فعالية عسل مانوكا المرتبطة بمكافحة البكتيريا مستمدة من مادة أخرى بخلاف بيروكسيد الهيدروجين، وتلك المادة هي ميثيل جليوكسال، التي تبقى نشطة ولا تُخَفَّف، حتى عندما تتعرض لإفرازات الجروح.
والخلاصة في الأخير، وفق ما نقله موقع ”هيلث لاين" الطبي الشهير، هي أن العسل الطبي يعد أكثر أنواع العسل أمانا حين يتعلق الأمر بفكرة استخدامه في علاج الجروح المفتوحة.
ونوّه الباحثون بهذا الخصوص إلى عدة نصائح يجب اتباعها لضمان أفضل نتائج في الأخير:
– استخدام عسل مانوكا الخام الطبي لتوفير أعلى درجات الفاعلية والأمان.
– غسل اليدين دائما قبل معالجة أي جرح مفتوح.
– استخدام أدوات تنظيف مميزة عند وضع العسل وضمادات الشاش المعقمة لتغطية الجرح.
– وضع العسل بالجزء الداخلي من الضمادة وعلى موضع الجرح قبل تغطيته.
– التأكد من أن العسل يملأ كامل منطقة الجرح.
– غسل اليدين جيدا مرة أخرى بعد الانتهاء من تغطية الجرح، وتغيير هذا الغطاء عند الضرورة.