تتردد حكاية من التراث الشعبي العشائري بأنه كانت عادة إحدى العشائر أثناء الولائم بتقديم الطعام من خلال توزيع أرغفة الخبز أولاً، ومن ثم يقوم المعزب بتوزيع اللحم بوضعه داخل رغيف المدعو، وأحيانًا قد يوافق الوليمة حضور ضيوف بالصدفة لم يكونوا بحسبان المعزب.
وبذكاء المعزب وفطنة المدعوين الغانمين يتم تدارك الموقف، بأن يبلّغ المعزب من يقوم بتوزيع اللحم بوضع يده في رغيف الخبز دون أن يضع اللحم، لمن يرى في صفاته وملامحه وهندامه وميلة عقاله من الغانمين، فالغانم يستر ويقدر الظرف، ولا يعتب ويكثر العتاب، وقد تُخطِئ فِراسة من يوزع اللحم بملامح أحد الأشخاص فيضع يده في الرغيف دون أن يضع له اللحم، فيبدأ هذا المدعو بالمناداة أمام الجميع ويصرخ بأنهم لم يضعوا له اللحم، وأنه لم يأكل من اللحم شيئاً فيسبب الإحراج لجميع الضيوف والمعازيب، عندها يقول المعزب معتذرًا من الجميع: "فكرناك منهم"، بمعنى فكرناك من الغانمين تستر وتبيّض الوجه.
كثير من المعاتبات والتشويش هنا وهناك ولجلجة الصوت يكون مردها خطأ لَحْظِي بفِراسة من أُسنِدَ إليه واجب توزيع الأدوار، فالغانم لا يفضح، ولا يكثر العتاب والزعل أمام الناس ويجلجل الأرض بخطأ اُرتكب بحقه بحسب اعتقاده، كل المسألة بأنه قد اختلط على المعزب الحابل بالنابل ولم يستطع التمييز بين الغانم من الهامل!