يشعر معظم الآباء بالقلق لأن سلوكيات أبنائهم المراهقين تتسم بالعصبية والعدوانية، فيرجعون ذلك إلى التغييرات الجسدية والاجتماعية والعاطفية المفاجئة التي تمر عليهم بفترة المراهقة، والحقيقة أن هناك أسباباً أخرى تتسبب بعدوانية المراهق..وعلى الآباء تداركها والتعرف عليها، وتفهمها للسيطرة عليها، ووضع الحلول المناسبة لعلاجها.
التقرير يستعرض الأسباب ويطرح سبل العلاج. لهذا كان اللقاء واستشارية الأسرة ومحاضرة التنمية البشرية الدكتورة فاطمة الشناوي.
أسباب كثيرة وراء قلق وعصبية المراهق وعدوانيته
أجرى الخبراء الكثير من الأبحاث حول العصبية والعدوانية في مرحلة المراهقة، وتوصلوا إلى أن الآباء يحتاجون إلى متابعة أبنائهم المراهقين ومراقبتهم ..لتفسير أسباب سلوكياتهم السلبية.
فقد يكون هناك صدمة ما يعانون منها، أو ضغط من الأقران، أو تدنٍ في احترام ذاتهم، وأسباب أخرى.. ما يزيد من قلقهم وتوترهم الذي يتحول إلى عصبية تصل لدرجة العدوانية.. وتمكنوا من تحديد عدة أسباب:
وفاة أو مرض أحد أفراد الأسرة أو فراقه بالطلاق، مشاهدة حالة من التحرش الشديد أو الخضوع لها، إضافة إلى الخلافات الأسرية المستمرة بالمنزل، وهو أمر مرهق نفسياً للغاية..ويؤدي إلى عصبية فعدوانية المراهق.
الإساءة
الاعتداء الجسدي الذي يتعرض له من جانب الآباء لسبب أو خطأ ما، يعد سبباً آخر لسلوك المراهق العدواني، وخاصة أنه لا يستطيع إخبار أي شخص بهذه الإساءة، ما يجعله يشعر بالغضب وعدم الكفاءة والخجل.
الاضطرابات النفسية
الاضطربات النفسية للمراهق تتسبب في عصبيته
الاضطراب ثنائي القطب سبب للعصبية والعدوانية
يعاني بعض المراهقين من اضطرابات نفسية ، مثل: الاضطراب ثنائي القطب.
اضطراب الهلع، انفصام في الشخصية.
الاكتئاب..اضطراب ما بعد الصدمة.
كل هذه الاضطرابات تسبب العصبية و السلوك العدواني.
الاضطرابات الطبية
في العديد من الحالات، تظهر المشكلات الطبية فتسبب الجانب العدواني لدى المراهقين؛ مثل: تلف الدماغ والصرع والتخلف العقلي ومتلازمة توريت، والتي تعتبر من أسباب السلوك التخريبي والعدواني بين المراهقين.
اضطرابات التعلم
يعاني المراهقون الذين يعانون من اضطرابات التعلم واضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه من العديد من الصعوبات الاجتماعية، والعاطفية.
ضغط الأقران..العادة أن يصاب المراهق بالألم والغضب، إذا لم يتم قبوله ليصبح جزءاً من المجموعة، ما يؤدي إلى السلوك العدواني من جانبه.
تدني احترام الذات..بعض المراهقين يعانون من تدني احترام الذات، ويحاولون التستر على هذا بشكل خاص..عندما يكونون بين أقرانهم..فيظهر من خلال عدوانيته.
حلول لعصبية وعدوانية المراهقين
أمام أحد الوالدين عدة خيارات للتحكم في عدوانية الابن أو الابنة المراهقة والسيطرة عليها: يوصى بالتحدث إلى متخصص أو مدرب ومرخص، ما يدفع المراهق ليتحمل المسؤولية عن سلوكه، ويحل مشاكل علاقاته أيضاً. ولا يوجد ما يمنع من إشراك جميع أفراد الأسرة في تقديم المشورة،إذ يمكن أن يكون التحدث والمشاورة، والاسترشاد بمعالجين محترفين مفيداً للغاية. فإذا تم تشخيص حالة المراهق العدوانية ..بأنها مشكلة نفسية أو عصبية، مثل الصرع أو الاكتئاب، فيمكن ان يكون العلاج بالدواء..ما يقلل من العدوانية.
يمكنك كأب أو أم محاولة إبرام عقود سلوكية مع الأبناء المراهقين، والتي تجبرهم على تحمل مسؤولية سلوكهم
ويبدأ العقد بكتابة قائمة بالسلوكيات الإيجابية التي تتوقعها من ابنك المراهق، والمكافأة- ليست مادية- التي سيكسبها مقابل تلك السلوكيات.
وبدلاً من ذلك ، لوح لهم بالهدايا الطبيعية ، مثل الذهاب لمشاهدة فيلم مع الأصدقاء أو الحصول على تصريح بالخروج مع الأصحاب مرة إضافية- مستثناه- في نفس الأسبوع.
قم بإنشاء مجموعة من القواعد المنزلية الواضحة، يجب على المراهقين إتباعها سواء أحبوا ذلك أم لا..وسيتحملون العواقب ان انتهكوها. علم أبنائك المراهقين..تقنيات وأساليب الاسترخاء..للتعامل مع ضغوطهم، وحالة غضبهم وتوترهم..أو إذا كان الابن مثقلًا بالواجبات المنزلية أو يواجه ضغطًا شديدًا من الأقران ، فسيكون الاسترخاء مفيدًا جدًا. دراسات وأرقام عن عدوانية المراهق
أظهرت بعض الدراسات أن العدوان الاجتماعي والجسدي قد يبلغ ذروته في حوالي 14 و 15 عامًا على التوالي.
وواجب الآباء مساعدة المراهق في إقامة علاقات مستقرة مع أقرانه، ولا تنس ان تكون مستمعاً ولطيفاً ومتعاطفاً مع ما يحكونه أو يعرضونه عليك.
العدوان المباشر هو الأذى الجسدي واللفظي أو التهديد غير المباشر، كالتهميش الاجتماعي أو اللجوء لسلوك النميمة. وقد يكون وراء العدوانية أسباب مرضية، أو مجرد تحدي للوالدين، وربما احتاج الأمر إلى استشارة طبية أو نفسية.