تشكل المياه العذبة التي تتدفق من عشرات عيون الماء التي تنتشر على امتداد وادي الكرك الممتد من أسفل مدينة الكرك نحو البحر الميت غربا، شريانا حيويا للحياة والمكان عبر التاريخ.
وتبدأ حكاية عيون الماء من نبع عين سارة أسفل مدينة الكرك وقلعتها التاريخية، والتي تعد من أقدم عيون الماء بالمنطقة وأكثرها غزارة وارتبطت بها الكثير من الحكايات والذكريات الشعبية بالإضافة إلى النشاط السكاني بأشكاله المختلفة عمرانيا وزراعيا وسياحيا.
وحول انتشار عيون الماء بالوادي، قال الباحث الدكتور يوسف الحباشنة خلال برنامج ثقافي أعدته مديرية ثقافة الكرك بعنوان"حكاية مكان أثر وتاريخ" مساء أمس، إنه تنتشر بوادي الكرك أكثر من 20 عينا للماء على طول امتداد الوادي والتي تغذي البساتين والمزارع المنتشرة على جانبيه خلال انحداره نحو البحر الميت.
وأشار إلى أن عيون الماء في المنطقة تشكل أيضا متنفسا سياحيا ومنها عين الفرنج وعين الست والحبيس وعين حبيش والصفصافة بالإضافة إلى عين سارة والتي تعد من أهمها.
وحول سبب تسمية، عين سارة، قال إنها وحسب الروايات التاريخية تعود إلى مرور زوجة سيدنا إبراهيم الخليل منها، لافتا إلى أن هناك روايات أخرى تقول إن التسمية جاءت بسبب الارتباط الجغرافي بين الكرك والخليل.
وأضاف، أن عين سارة كانت شاهدة على أبرز طقوس الزواج بالكرك، حيث يتم غسل صوف العرسان أو فراش الزوجية قبل الزواج وسط زغاريد وأغاني النساء وأهازيج الرجال وإقامة وليمة العرسان، بالإضافة إلى الكثير من الغزوات بين القبائل الكركية قديما للسيطرة عليها.
وأضاف الحباشنة إلى انتشار حوالي 5 طواحين ماء بالمنطقة كانت تجلب حجارتها البازلتية من منطقة جبل شيحان شمال الكرك.
وبين بأن تلك العيون تمثل عصب الحياة لوادي الكرك الذي يزود المحافظة بما تحتاجه من الخضروات والفواكه. بدورها، قالت مديرة الثقافة عروبة الشمايلة، إنه واستكمالا للدور الذي تقوم به وزارة السياحة وبلدية الكرك ومؤسسة الإعمار بأعمال تأهيلية للمكان لتكون مقصدا سياحيا، فإنه يقع على الثقافة مسؤولية أخرى تتمثل بإبراز الجانب الروحي والمعرفي لارتباط الإنسان بالمكان من خلال تكثيف البرامج الثقافية التي تحكي قصة المكان وأثره التاريخي لتعميقه بالذاكرة والوجدان الوطني للإنسان.