في كثير من المجتمعات يكون السؤال الأكثر ترديدا لكل فتاة عزباء «هنفرح بيكي امتي؟!» وهو ما يسبب للكثيرات حالة من الإنزعاج وكأنها تعلم الغيب من قدر الله - تعالى- لها ، وتكره أن يؤتيها من كل نصيب في الحياة الأجمل، مع ضرورة عدم اقتصار حياتها ممن حولها في الزواج والأمومة علما أنه لا خلاف على أهميتهما لكن توقيتهما وحده في علم الله وليس عند صاحبه أو باقي خلق الله.
تسببت حالة الضغط المجتمعي من الناس والأهل في صدمة عاطفية كبيرة لفتاة قرب سنها من الثلاثين عندما انهت دراستها الجامعية ثم جلست في البيت تنتظر قدوم الزوج المستقبلي للارتباط بها وإنشاء أسرة جديدة على نمط عائلتها.
ضغط من كل اتجاه من جانبها، بدأت والدة الفتاة في أصحابها إلى كل مناسبة اجتماعية من باب الاحتكاك بالمجتمع ورؤية الناس لها والذي قد يكون عريس مستقبلها من بينهم، وفي ذات الوقت كانت الفتاة قد قررت أن تستكمل دراستها العليا وقربت من أخد درجة «الماجستير».
وفي أثناء حضورها عرس لأحد أقرابها بصحبة والدتها، جلست بقرب طاولة عليها سيدة وابنتها ليأخدهما الفضول للسؤال عنها من والدتها وإمرأة أخرى عل معرفة بالعائلتين: «بنتك الجملية دي مرتبطة؟» ليكون جواب الأم: «بنتي الدكتورة نوراة بيتنا، لا حقيقي لسه ما جاش النصيب الطيب لها»، وتستطرد أم عريس المستقبل: «نقدر نشرفكم في البيت أمتي لو مرحبين، عندي ابني دكتور أسنان وزينة الشباب».
وفي اليوم المتفق عليه، زارت أم عريس المستقبل الذي كان يعيش في الإمارات قرابة 4 سنوات ومعه أخته عروس المستقبل الملكومة على أمرها حينما فوجئت بأن العريس لن يحضر الخطوبة أو الشبكة أو حتى عقد قرآنة عليها، وإنما ستكون وسيلة التواصل بينهما «الإنترنت».
قتل معنوي بالتدريج واقفت العروس على عريس الإنترنت بعد ضغط من والديها بتبرير أنه طبيب وله مستقبل وأهله باين طيبين وظل تتواصل معه قرابة الـ 4 شهور لا يتعامل معها طوال فترة الخطوبة إلا بالحديث المنمق ورؤية وجهها ليس على أرض الواقع وإنما عبر الشاشات الحديثة الافتراضية، ومنها: «الفيديو كول».
«يا فرحة ما تمت».. أتيت لحظة عقد قرآن العروس وأناب فيه العريس والده عنها بتوكيل رسمي ثم سافرت العروس وبداخلها فرحة إلى عريسها الذي إن اسقبلها في المطار نظر إليها نظرات مريبة ومهينة جعلتها تشعر بالصدمة بينما تردد له بعد ثواني: «أتيت لك، لماذا لا تشعر بالفرحة مثلي!» ليصدمها قائلا: «مش هستلمك!! انت جسمك تخين جداً من تحت لاتليقي بي، وإزاي أمي وأختي ما يقولش ليه حاجة زي دي!!».
نزلت الدموع من عين العروس المصدمة كالمطر عندما أدار لها زوجها ظهره تاركا إياها بمفردها في بلد غريب وسط نظرات استعطاف تزيد من أعراض قتلها معنويا من كل المتواجدين بصالة المطار ، حتي بدأت تلفظ أنفاسها واتصلت على عائلتها بأحد المحافظات المصرية لتخبرهم بما حدث معها وسط ذهول منهم وصدمة غير مسبوقة.
استعيدي قوتك عادت العروس في أقرب موعد طائرة بعدما جمع لها المسافرين الغرباء في صالة المطار «ثمن تذكرة العودة» وفي قلبها نار وخوف من الناس والارتباط والمستقبل، ليكون مختصر رد الإعلامية مروة عزام، التي روت قصتها عبر إحدى حلقات برنامجها «حكايات» عبر السوشيال ميديا: «بعيدا عن إنه بلا ذرة رحمة ولا نخوة ولا رجولة، استعيدي قوتك وتجاوزي الأزمة بكل قوة واتعلمي منها لأنها قدرك، وانت كمان اخطأي لما تساهلتي وعائلتك في أهم قرار مصيري في حياة أي بنت أو شاب عموما، خليكي عزيزة دئما، لأنك تستحقي انك تكوني عزيزة، وتحت رجلك أي نظرة أو كلمة ما تعجبكيش».