أضاءت مجلة "الناشر الأسبوعي" التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب على أهمية علاقات الشراكة بين مشروع الشارقة الثقافي وأبرز المؤسسات الثقافية في العالم. وتناولت في عددها الجديد تأسيس "لايتنينغ سورس الشارقة"، الشركة العالمية التي جاءت بناء على اتفاقية شراكة وقعتها الهيئة مع مجموعة "إنغرام كونتنت" المتخصصة في طباعة الكتب حسب الطلب وتوزيعها، إذ تتيح للناشرين في الوطن العربي وعموم العالم توزيع كتبهم في 40 ألف منفذ بيع ومكتبة وجامعة في مختلف أنحاء العالم.
وكتب رئيس هيئة الشارقة للكتاب، رئيس تحرير المجلة، أحمد بن ركاض العامري، افتتاحية العدد "أول الكلام" بعنوان "شراكة مثمرة" ذكر فيها "حققت الشارقة مكانتها العالية في الخريطة الثقافية في العالم، بفضل رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي يقود المشروع الثقافي، ويراهن على الثقافة بكل فروعها لصياغة مستقبل يليق بأُمّة كانت شمسها تشرق على الغرب"، مضيفاً "يؤكد سموّه دائماً رهانه الجوهري على الكتاب بوصفه خزنة للتنوير، وبوصفه كنزاً معرفياً، وبوصفه مصدراً للقوة، وبوصفه علامة على مكانة أُمة بين الأُمم".
ووصف مشروع الشارقة الثقافي بأنه "خريطة طريق رسمها لنا صاحب السمو حاكم الشارقة، لتستعيد أمّتنا العربية مكانتها التي تليق بها، ولتسهم مجدداً بإنجازات كبرى في مسيرة البشرية"، موضحاً أن توجيهات سموه تؤكد على أهمية عقد "علاقات شراكة وتعاون مثمرة مع مؤسسات ثقافية وجامعات ومعارض كتب وشركات مرتبطة بالإنتاج الثقافي".
وتابع أحمد العامري أن "لايتنينغ سورس الشارقة" تُعدّ "أول مشروع من نوعه لشركة إنغرام في المنطقة، إذ يعزز إنجازات مشروع الشارقة الثقافي، وفي الوقت نفسه يعكس المكانة العالية التي حققتها إمارة الشارقة على خريطة الثقافة في العالم".
وجاء العدد الجديد من "الناشر الأسبوعي" زاخراً بموضوعات تتعلق بصناعة الكتاب وتوجهات الناشرين والقراء، ومن بينها حوار مع الشاعرة الإسبانية الأندلسية بالوما فرنانديث كوما قالت فيه إن "العرب والإسبان ورثة الأندلس، والماضي يجمعنا". أما الروائي التوغولي كانغني عالِم فقال في حوار معه إن "الروابط الثقافية بين العرب والأفارقة تميل إلى الضعف". وفي حوار آخر، انتقد الشاعر البريطاني ألان برايس عنصرية التعامل مع أدب الشعوب الأخرى، قائلاً في الوقت نفسه إن "الشعر تحوّل إلى مظلّة للأقلية".
وفي "حديث الوراقين" تحدثت مسؤولة النشر في دار ينبع الكتاب المغربية، ياسمين الكواكبي، عن صناعة كتاب الطفل، واصفة الشارقة بأنها "إمارة الثقافة بامتياز". وتضمن العدد تحقيقاً بعنوان "بوصلة الناشرين العرب تتجه إلى الشباب"، وموضوعات عن الكاتبة الهولندية بيرسس بيكرينغ، والشاعر الكوبي خوان مانثالو، وعن ظاهرة شعر الهامش، فضلاً عن مراجعات لكتب جديدة.
وكتب مدير التحرير، علي العامري زاويته "رقيم" بعنوان "الإبادة الثقافية" أكد فيها أن التراث علامة وجود ممتدة عبر السنين، وأن "الإبادة الثقافية ممنهجة، لأن الاستعمار يعرف أن الثقافة بكل مكوّناتها هي حجر أساس الوجود". وتحدث عن الشعوب الأصلية في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، واصفاً مأساتهم بأنها "تتدحرج منذ لحظة الاستعمار الاستيطاني حتى اليوم". وأضاف أن "المدارس الداخلية الإجبارية" كانت "أداة المستعمرين الأولى لطمس هوية تلك الشعوب وتذويبها في ما يشبه عولمة قسرية في تلك البقاع".