أضاءت ليلة أمس سماء الفحيص ولياليها نجمتان عربيتان من نجوم الفن العربي، هن الهام شاهين من مصر، وتقلا شمعون من لبنان، اللتين أضاءتا سهراتنا في الوطن العربي بإعمالهن الفنية من مسلسلات ومسرح وسينما، وإستمتعنا بإنتاجاتهن الدرامية، هكذا بدأت الفنانة الدكتورة ريم سعادة، أفتتاحية ندوة نقاشية حول "دور الدراما العربية في نقل الواقع المعاصر وتعزيزه فنيا"ً، وذلك على منبر المرحوم خالد المنيزل في المجمع الكنسي بالفحيص، وسط حضور جماهيري من رواد مهرجان الفرح.
وحول واقع الدراما العربية من مسرح وسينما ومسلسلات تلفزيونية وإذاعية ، تحدثت الفنانة الهام شاهين، والتي شكرت الأردن على تكريمها ضمن فعاليات مهرجان الفحيص للثقافة والفنون، وفي رؤيتها التي تنطلق من أن الدراما تشكل عنصرا هاما في وجدان المجتمعات العربية وتؤثر فيه تأثيرا كبيرا، وخير مثال على ذلك تجربتي من خلال آخر عمل لي وهومسلسل بعنوان "بطلوع الروح" وأشارت إلى إنها هوجمت لمجرد نشرها صورة لعمل لم تتحدث عن تفاصيله بعد أو الإعلان عن محتواه ومعالجته لموضوع " مكافحة الإرهاب والتعصب، وأن هذا الهجوم يعني مدى تأثير الدراما على المجتمعات وتخوف بعض المتطرفين منها، وهو ما يجب عمله للاستفادة ومحاربة أشكال العنف عن طريق الدراما لصالح التعايش الإنساني، حيث قدمت شخصية امرأة داعشية تستهدف إقناع النساء بالانضمام إلى الجماعات المتطرفة من خلال تهديدهم والسيطرة عليهم، لافتة إلى أن الدور الذي طرحته في المسلسل واقعي ومأخوذ من قصة حقيقية لامرأة "داعشية" شاهدت لها عدة فيديوهات قبل تنفيذ الشخصية، وفضحت الأغراض الحقيقية التي لهذه المجموعات التي تحاول غسل ادمغة الناس بحجة الدين الذي هو بعيد عن القتل والعنف ، وافكار اي بلد تقدم عن طريق الدراما لها في ثقافة الدول، وتاستخداماها يجب ان يكون بحذر، ومسلسل ليالي الحلمية يرصد تاريخ مصر كله، ومسلسل" قصة الأمس" عن هموم الهجرة للمواطن والمعاناة ودق ناقوس خطر اجتماعيا، ونعرف كيف نوجه المجتمعات الى القضايا التي تهمهم.
ووصفت شاهين الدراما بأنها مؤثرة بشكل أكثر من القراءة، وأنها ثقافة تسود المجتمعات ولها تأثير كبير على التغيير والترفيه والمتعة البصرية، مما يستدعي معالجتها دراميا، ووجهت التحية للجمهورالأردني شعباً و قيادة احترامي و تقديري، ولإدارة المهرجان على هذه المشاركة الجميلة.
كون الدراما حساسة تتحمل رسائل
ومن جهتها، الفنانة اللبنانية تقلا شمعون، تحدثت عن التطور في التقنيات الحديثة في تصوير الأعمال الدرامية والسينمائية، في الصورة والإخراج والتصوير والمؤثرات الصوتية المستخدمة حاليا، وحسب رأيها أن هذا التطور في الأسلوب في تقديم المحتوى يساعد في صناعة الدراما المحلية، ويعد عنصرا هاما يساعد في وصول العمل للمتلقي، لأن غالبية المسلسلات التي تفشل حسب رأيها تعود لكون الفكرة غير منشغلة بأسلوب تقني حديث ويناسب المتلقي في عصره، وأصبحت التقنيات منتشرة وفق شمعون في الإنتاجات العربية والعالمية وحتى المنصات التي تقدم الأعمال الدرامية، مبينة أن المواضيع المطروحة حاليا يطغى عليها طابع دراما "الآكشن" أو "العصابات" وغيرها إلا أنها ليست الوحيدة، وأكدت على أن التجربة اللبنانية في الدراما تختلف عن تلك التي تتناولها التجربة المصرية، وأن الوضع القائم في بلدها يحزنها كفنانة لبنانية، لأنها تملك نصوصا مهمة تناقش قضايا لبنانية محلية يرفضها المنتج الموجود في لبنان، وتأملت شمعون أن يتم دعم الفن محليا في لبنان لأن الإغراق في المحلية والبيئة الخاصة هو قيمة للتعريف بأي فنان على مستوى الوطن العربي والعالمي، موضحة أن السينما اللبنانية استطاعت الوصول عالميا وعربيا.
وفي ختام الندوة طرح العديد من الحضور مداخلات ونقاشات وطرح تساؤلات على المشاركين، وقدم مدير المهرجان ايمن سماوي دروع تكريما للأسهامات الكبيرة التي قدمهن في مجال الدراما العربية.