نيروز الإخبارية : ألقى نقاد وكتاب الضوء على التجربة الأدبية الرفيعة للشاعر الراحل مصطفى وهبي التل "عرار"، في الندوة التي أقيمت مساء أمس الأربعاء، ضمن فعاليات "معرض عمان للكتاب" في دورته 21، بالشراكة مع "اربد العاصمة العربية للثقافة".
وفي الندوة التي شارك بها امين عام وزارة الثقافة الأسبق الدكتور صلاح جرار، ورئيس كرسي عرار في جامعة اليرموك الناقد الادبي الدكتور نبيل حداد، والناقد الادبي الدكتور عمر الفجاوي، أشار الدكتور أحمد راشد الذي أدار الندوة إلى أن "عرار" يعد أحد أبرز شعراء العرب في القرن العشرين.
وقال راشد، "انحاز عرار إلى الفقراء المهمشين، كما انحاز للوطن والمكان الأردني، فهو صاحب شعريه متفردة تفوح من أشعاره تفاصيل المكان الأردني".
وفي ورقته المعنونة بـ "عرار وفلسطين والأندلس"، قال الدكتور صلاح جرار: "عندما يكون النظر إلى أي شاعر من زاوية اعتباره رمزا قوميا، فإن البحث في شعره يتطلب تتبع مواقفه وآرائه التي تمثل هذا المجال وتجليات ذلك في شعره، مع الأخذ بعين الاعتبار ان استغراق الشاعر في الحديث عن مسقط رأسه والتغني به، والانشغال بقضاياه ومشكلاته وأوجاعه وآماله، لا يتعارض البتة مع الاهتمام بقضايا وطنه الأكبر والأمة التي ينتمي إليها.
وأضاف جرار: "أشعار عرار عن فلسطين قد تدخل في إطار الحديث عن وطنه الأقرب وليس الوطن الأكبر بحكم الجوار، والاشتراك متعدد الأوجه بين الاردن وفلسطين، وبحكم العلاقات الواسعة للشاعر عرار مع شعراء فلسطين وأدبائها وأعلامها ومدنها، وبحكم زياراته الكثيرة للمدن الفلسطينية كالقدس ونابلس وحيفا ويافا وقضائه بها أزمنة طويلة، وهذا ما يفسر حضور فلسطين في شعره بعد الأردن، أكثر من حضور أي بلد عربي آخر".
وأشار جرار إلى أنه على الرغم من اتساع ثقافة عرار التاريخية، إلا أنه في شعره لم يحفل بالماضي والتاريخ إلا قليلاً، وقال: "استغرق عرار طويلاً في الواقع المكاني والزماني وتفاصيله سيما الواقع الملموس، لرغبته بالإضاءة على ما حوله".
بدوره، أكد الدكتور نبيل حداد أن "عرار" بات اليوم بالنسبة للحياة الثقافية العربية، ووفقا للمعنى الاصطلاحي لهذا المفهوم، هو مؤسسة ثقافية قائمة بحد ذاتها ورمز مضيء في سماء أقطار العروبة من مشرقها إلى مغربها.
وقال حداد: "لا نبالغ اذا قلنا أن عرار يسير بإبداعه جنباً إلى جنب وكما يستحق مع عظماء وتنويريين شقوا جحافل النور والجمال، إلى العقل العربي والوجدان القومي مثل احمد شوقي وبدر شاكر السياب وطه حسين ونجيب محفوظ وجبران".
وأضاف: "لعل من حقنا أن نفترض أن أكثر ما يبهج عرار اليوم في مرقده، وفي ضميره الذي يستوطن ضمائرنا، أن نستذكر في تكريمنا هذا مكانته القومية والإنسانية والفنية التي بات يتبوأها رهط من مجايليه ومريديه ممن أسهموا معه في رفد حياتنا الأدبية بجهودهم الجلية وإرثهم الأدبي الناصع ونتاجهم الشعري النفيس".
أما الدكتور عمر الفجاوي، فركز في مداخلته على ثلاثة محاور رأي فيها أهمية لحضور وتأثير عرار الشعري، حين قال: "اختيار عرار رمزاً للثقافة العربية هو تشريف للمثقفين الأردنيين واعتراف كبير بالأثر الذي تركه عرار على الساحتين المحلية والعربية، لكنني أرى أننا نتكلم عن عرار مع أنفسنا بحيث نقنع المقتنع ونزيده اقتناعاً، بدلاً من توسيع رقعة التعريف بعرار بين طلبة المدارس والجامعات بصورة أكبر وأوسع شمولية".
وتساءل الفجاوي في المحور الثاني: "ماذا فعلنا في السياق العربي أمام 23 دولة عربية من أجل عرار، فهذا عام يجب أن يتكلم فيه العرب عن شاعر الثقافة العربية لعام 2022، وادعو وزارة الثقافة الاردنية بالاشتراك مع الجامعات ووزارة التعليم العالي، بتشكيل لجان متخصصة من نخب، لزيارة الجامعات العربية والحديث عن عرار ومنجزه".
وأضاف: "أما في المحور الثالث، ماذا قُدم لعرار في السياق اللغوي في اللغات الأجنبية؟ أشار الفجاوي الى أن جل ما كُتب عن عرار كان باللغة العربية فقط، باستثناء بحثيين أدبيين باللغة الانجليزية"، داعيا إلى ترجمة أعمال عرار والدراسات الأدبية عنه إلى لغات أجنبية بهدف إيصال فكره وإبداعه إلى العالم.