لم تكن الرحلة إلى لواء الشوبك يوم السبت 24/أيلول/2022 مجرد رحلة عابرة للترفيه والتنزه والغناء للوطن فقط، في الوقت الذي يصرخ فيه الوطن ويتألم.
لم تكن دعوة رمضان الرواشدة وزوجته الفاضلة لأعضاء صالون سهام الخفش الثقافي بمثابة رد الجميل أو لدين في عنقه أو لكسب الثناء والشكر والشهرة ، فهو شامة على جبين الوطن ، ومن أبنائه المخلصين ، بل دعوة لقامات ورموز وطنية وثقافية من رجالات الوطن الأوفياء لزيارة هذا اللواء العريق بالتاريخ والآثار والكنوز الثمينة.
كيف لا وهو الأبن البار لتراب الشوبك وارضها وتفاحها وقلعتها..
الزيارة الى الشوبك ليست الرحلة الأولى والأخيرة لصالوني الثقافي لمحافظات الوطن وألويته بل سبقها رحلات أخرى إلى الشمال والوسط ، وفي كل رحلة من الرحلات وبحجم المحبة والفخر بهذا الوطن الجميل وما في باطنه وظاهره من كنوز وثروات وارث تأريخي عظيم ، في الوقت الذي نشعر بألم ووجع على وطن مهمل بمجمل قطاعاته يحتاج إلى سواعد امينة مخلصة تعمل بالميدان .
لا استطيع أن أتجاهل وأتناسى صرخة ووجع رئيس بلدية الشوبك عطوفة " عادل الرفايعة" والسيد ياسين الهباهبة ووجهاء الشوبك الغيورون على ارضهم وارثهم وتراب الآباء والأجداد ، وهم يتحدثون وبحرقة أمام أعضاء الصالون عن اهمال المسؤولين إلى هذا اللواء التاريخي العظيم، وضعف الزيارات الميدانية للوقوف على احتياجات اللواء على أرض الواقع، كذلك لا استطيع أن أتحمل تفاح الشوبك بألوانه ورائحته الزكية المكدس في البرادات ، في مزرعة المستثمر الكبير الحاج عيسى جراد الطراونة صاحب السمعة الطيبة والأيادي البيضاء ، ومن المؤلم حقا عندما يباع إلى السوق المركزي وحيتانه يباع بأسعار زهيدة ، أما المواطن الغلبان والمسخم يباع له بأسعار مرتفعة مبالغ بها.
ولا أتخيل أن تفاح العالم يضاهي تفاح الشوبك حتى لو غنت صباح" جنينة حبيبي مليانة تفاح وعنب لبناني " أو حتى أمريكاني ، والباقي عندكم .
أما قلعة الشوبك التاريخية الشامخة، فكان لها نصيب من الزيارة حيث تعانقت قلوبنا بحبها وتشابكت معا.. دمت شامخة أيتها القلعة كشموخ أبناء لواء الشوبك ورجالاته. وكيف لنا أن ننسى قرية الجهير بإطلالتها الرائعة وهواءها العليل وهي تنظر بعيونها إلى فلسطين الحبيبة. والحديث يطول عن جمالها وسحرها..
أيها المسؤول العظيم ، أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة ، نحن الشعب الوحيد في العالم الذي يعشق الألقاب ويعظم المسؤول. الآ يستحق منا الوطن أكثر من ذلك ...
آن أوان المصارحة، وآن أوان أن يفهم بعض المسؤولين الكبار والصغار في الدولة أن اختباءهم خلف كراسيهم ومديري مكاتبهم، الذين ضربوا السياج ونصبوا الشباك لئلا يقابل مواطن أو ينظر حتى من ثقب الباب إلى المسؤول، الذي يستمتع بالاسترخاء وخدمات خمس نجوم أن نكون في أرض المعركة، فالعمل الحقيقي والجاد على الأرض وليس بالمكاتب الفاخرة.
معذرة يا وطني ليتهم يحبونك كما نحبك ..
ألف شكر إلى ابن الشوبك عطوفة رمضان الرواشدة على هذه الدعوة الكريمة، وإلى اهل الشوبك الكرام... وكما قال القس سامر عازر تمنينا أن تطول الزيارة أكثر.