لا نزال نري الروتين المعتاد في تعبيرنا عن انتصارات يوم السادس من اكتوبر كل عام دون تغيير أو تبديل في طريقة الاحتفال في الذكري ال٤٩ ،والتي تقتصر في الغالب علي الأغاني الوطنية والافلام القديمة مثل الرصاصة لا تزال في جيبي وأبناء الصمت ،وفي الأعمال الاحدث مثل مهمة في تل ابيب أو الطريق الي ايلات او ايام الكرامة او ايام السادات للراحل احمد ذكي ،او إجراء لقاءات مكررة مع أحد ابطال حرب اكتوبر المجيدة الذين سطروا بدمائهم الزكية الطاهرة المباركة كل شبر في أرض مصر، حتي استعادوا الكرامة والهيبة وحققوا النصر العظيم .
وفي الاحتفالات السنوية لذكري نصر اكتوبر المجيدة لم يأتي أحد بجديد في هذا اليوم،عما هو معتاد ومكرر كل عام في الاحتفالات التي تقام للتعبير عن فرحة المصريين والعرب والعالم بهذه الذكري العظيمة الذي حقق فيه الجيش المصري الفوز علي الكيان الصهيوني البغيض ،وجميل أن يأتي الاحتفال بانتصاراتنا في أكتوبر مع ذكري مولد خير البشر وخير الانام سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام،فكان احتفال المصريين بالحدثين شيء جميل ويفوق اي كلام جميل ممكن يقال في هذا الصدد.
لم نزال نحتفل بانتصاراتنا في ٦ اكتوبر من كل عام بالاغاني والكلمات والمسلسلات مثل رأفت الهجان ودموع في عيون وقحة ، إلا أننا لم نفكر في الاحتفال مرة باستعادة روح اكتوبر المجيدة والعمل والكفاح والصبر والإخلاص الذي كان موجود في هذه الايام وأثناء الحرب وتحقيق الفوز علي الأعداء ولابد من المشاركة الجدية في تنمية المجتمع والاهتمام بالبحث العلمي والتصنيع والتصدير وزيادة قوة العملة الوطنية والاقتصاد الوطني وكلها في إطار استعادة روح اكتوبر العظيمة ،وتذكر الشهداء من الجنود الذين لطخت دماؤهم ارض بلادي ووضعوا أرواحهم علي كقولهم حتي تحقق لهم النصر ،بعد أن تعرضوا لضغوط شديدة وحصار نفسي رهيب عقب ما تسمي بنكسة يونيه عام ١٩٦٧ والتي تعرضت فيها قواتنا اامسلحة للهزيمة النكراء من اي ائيل .
ولا تنسي تضحية الرجال الأشداء من الضباط والجنود في الحرب وتحملهم الصعاب والمحن والألم والشدة حتي تحقق لهم النصر المبين وأصبح للوطن كله درع وسيف يحميه من العدو الخارجي لاسيما العدو الإسرائيلي الجبان !
لذا فإنني اري ان الاحتفال بذكري انتصارات اكتوبر لن تكون بالاغاني والكلمات والافلام وإجراء اللقاءات مع الأبطال فقط ،وانما أيضا لابد من استعادة روح اكتوبر في كل مجالات حياتنا ،من أخلاص ووحدة الشعب وقوته وصدقه وعزيمته وإرادته وامله وهدفه نحو الاستقرار والإنتاج والنجاح في العمل ،وذلك في كل عمل يقوم به الناس في بلادي لابد أن تستعيد روح اكتوبر المجيدة ،التي ساعدتنا علي تحقيق النصر علي العدو الإسرائيلي وتحطيم الأسطورة الإسرائيلية الذائفة التي تقول بأنها الجيش الذي لا يقهر !
لذا ينبغي أن نستحضر روح نصر السادس من اكتوبر في كل أعمالنا خالصة لوجه الله تعالي وان نستحضر الانتماء والولاء لهذا البلد ونعمل جميعا لاجل الوطن الغالي مصر ،وان نضحي بأرواحنا في سبيل رفعته وسمو مكانته ،بدل من الاغاني والكلمات المكررة والمعتادة والتي تمر علينا مرور الكرام !