ونشر الدكتور المناصير ورقته البحثية الأخيرة حول الكشف المبكر عن سرطان الثدي باستخدام التعلم العميق (Deep Learning) في المجلة

العالمية Cancers لأبحاث السرطان. وتعد مجلة Cancers من المجلات العلمية المهمة في دراسة علم الأورام (Oncology) وذات عامل تأثير (Impact factor) مرتفع وصل الى 6.886 خلال الخمس سنوات الماضية.

ووفق تعريف الدكتور محمد المناصير، يعتبر التعلم العميق أحد فروع علوم الذكاء الأصطناعي الذي يتيح للآلة أن تتعلم بنفسها من تحليل البيانات عن طريق محاكاة الخلايا والشبكات العصبية في دماغ الأنسان.

وأضاف الدكتور المناصير أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي من خلال قراءة صور الأشعة السينية (X-ray بالعين المجردة تعتبر الطريقة الأكثر شيوعاً ولكن وجود أنواع مختلفة من أنسجة الثدي تجعل عملية التشخيص أكثر تعقيداً. أما التعلم العميق من جهة أخرى فإنه يركز على التحليل الحسابي المعقد للصور الإشعاعية للتعرف على الأنماط المختلفة داخل الصور، وعادة ما يتطلب التعلم العميق إلى آلاف من الصور لتدريب الخوارزمية وتحسين نتائجها.

وأوضح الدكتور محمد المناصير أن نتائج التجارب التي أجريت على ثلاث قواعد بيانات من صور الأشعة السينية أثبتت أن خوارزمية الذكاء الاصطناعي الجديدة قادرة على قراءة صور الأشعة السينية والكشف المبكر عن سرطان الثدي في غضون ثوان معدودة وبنسبة دقة تفوق 96%، كما وتقلل الخوارزمية الجديدة من نتائج الفحوصات الخاطئة وخاصة النتائج السلبية الخاطئة (False negative) بنسبية تصل الى 4%.

ويعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعا على مستوى العالم حيث تُصاب قرابة امرأة واحدة من بين كل 12 امرأة بسرطان الثدي في حياتهن، كما يعد سرطان الثدي السبب الأول للوفيات الناجمة عن السرطان في أوساط النساء، وقد توفيت بسببه 685,000 امرأة تقريباً في عام 2020 وفقا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية.

ويأمل الدكتور المناصير، المؤلف الرئيسي للبحث، أن تساهم هذه الخوارزمية التي استغرق تطويرها أكثر من عام، في مساعدة الأطباء واختصاصيي الأشعة في عملهم للكشف المبكر الدقيق عن سرطان الثدي بشكل أسرع وأسهل، حيث يضمن الكشف المبكر الدقيق عن سرطان الثدي إلى الإسراع في علاجه وتقليل الآثار المالية والنفسية المترتبة عليه والأهم هو تقليل نسبة الوفيات الناجمة عن الكشف المتأخر.

ويطمح الدكتور المناصير الى تطوير خوارزمية جديدة استكمالاً لبحثه الأخير تكون قادرة على التمييز بين السرطان الخبيث والحميد بدقة تتفوق على الإختصاصيين.

يذكر أن الدكتور محمد بسام خليفه المناصير تخرج من جامعة تايبيه الوطنية للتكنولوجيا بتقدير امتياز في الهندسة الكهربائية وعلم الحاسوب تخصص ذكاء اصطناعي وحصل على جائزة أفضل رسالة دكتوراة لسنة 2020 من معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات قسم تايبيه (IEEE)، وجائزة الأداء المتميز لسنة 2020 من جامعة تايبيه الوطنية للتكنولوجيا، ومن ثم عين الدكتور المناصير بنفس الجامعة أستاذ مساعد في كلية الهندسة الكهربائية وعلم الحاسوب لتفوقه عالمياً في البحث العلمي.

كما يعمل الدكتور المناصير محرراً في المجلة العلمية (العلوم التطبيقية:Applied Sciences) خدمة للمجتمع العلمي والأكاديمي.

ويعد الدكتور محمد المناصير من الباحثين الشباب المتميزين في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الطب والإستشعار عن

بعد، وله العديد من الأبحاث المنشورة في مؤتمرات دولية ومجلات علمية عالمية مرموقة متوفرة على الرابط التالي:

https://scholar.google.com.tw/citations?user=vKVtyJsAAAAJ&hl=en https://www.mdpi.com/2072-6694/14/16/4030