منذ أيام نشر مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية استطلاعاً للرأي العام اتضحت نتائجه بعدم الثقة والرضا وبانخفاض منسوب القبول وارتفاع منسوب الغضب لدى الأردنيين، مما يعني أن المجتمع الأردني يعيش ويعاني من حالة سلبية ومزاج سيئ مسيطر على الوضع العام، هذا ما صدر من نتائج الاستطلاع، ولا أجزم بدقتها، ولن أخوض في مصداقيتها والتي بالأصل يجب أن تكون صادقة، ولكنني أجزم بأنها قريبة من المزاج العام، ولهذه السلبية أسباب ومؤثرات .
من هذه الأسباب أن الأشقاء في الشرق والشمال يعانون ما يعانون من دماء وفقر وقهر، كما أن الإقليم لا يساعد على التفاؤل، ولكن أهم هذه الأسباب للحالة السلبية التي يعاني منها المواطن هي الحكومات؛ فالمواطن ملّ من النظريات والفرضيات سواءً كانت على سبيل المثال الرفع قبل الدفع وغرفة الإنعاش وعنق الزجاجة وآخر النفق وغيرها من نظريات أهلكت جيوب الأردنيين.
والسؤال هو: لماذا وصلنا لهذه الحالة أو هذه النتائج من الاستطلاعات؟ .
الجواب واضح؛ فالطبقة الوسطى في حالة موت سريري وتعاني ما تعانيه، وأصبحت تحاول ألا تسقط إلى مصاف الطبقة الأدنى، والنمو الاقتصادي وعجلة الاقتصاد الجيدة تكون بسبب استقرار أو ارتفاع عدد الطبقة المتوسطة والتي بالأصل تعتمد عليها الدول في استقرار اقتصادها، أما البطالة فوصلت لأرقام مرعبة تجاوزت ال 50% وهذا رقم مرتفع وخطير جداً، والاستثمار هزيل والصحة في خبر كان، أما النقل فأجوره باهظة.
ولهذه الأسباب البسيطة الناتجة، كيف نريد للمواطن ألا يعيش الحالة السلبية وأن تكون نتائج الاستطلاعات إيجابية أكثر مما هي عليه؟! .
نتائج هذا الاستطلاع والذي سبقه أو الذي سيليه لا يقصد هذه الحكومة أو رئيسها، فالمواطن أرهق كثيراً من سياسات الحكومات المتعاقبة لذلك يجب على هذه الحكومة أو أي حكومة قادمة أن تضع حلولاً فعلية للمشكلات التي نعاني منها وأن تبتعد عن التصريحات والأقوال وأن تكون قادرة فقط على الأفعال .