يخشى كثيرون الظلام والأماكن المعتمة، ويبدأ هذا الخوف معهم منذ الصغر ويرافق بعضهم طوال العمر.
وفقاً لموقع HuffPost الأمريكي، فإن الخوف من الظلام حالة غريبة قد يكون لها تفسير معقول في النفس البشرية.
يعتقد خبراء أن الحديث عن الخوف من الظلام يتطلب العودة إلى بدايات الجنس البشري للحصول على إجابات.
يقول مارتن أنتوني، أستاذ علم النفس في جامعة "تورنتو متروبوليتان": "إننا تطورنا عبر الزمن من خلال الانتقاء الطبيعي، وقد كان الظلام أحد تلك الأشياء التي نميل إلى الخوف منها بشكل كبير".
ويضيف: "في الأساس إنه خوف من التهديدات المحتملة التي لا يمكننا معرفة طبيعتها. من المحتمل أن أسلافنا في عصور ما قبل التاريخ كانوا مترددون في المغامرة بالظلام بسبب الوجود المحتمل للحيوانات المفترسة الخطيرة التي لم يتمكنوا من رؤيتها، ومع مرور القرون، أصبح الخوف من الظلام مستغرقاً في حالتنا المعرفية الدائمة".
ويتابع: "حتى الآن نعلم أنه ليس من الأفضل المشي إلى المنزل بمفردك في الليل أو اتباع طرق مختصرة عبر الأزقة المظلمة، رغم أنه خوف في غير محله".
بالنسبة للبعض، قد يكون الخوف من الأماكن المظلمة حفّزته أحداث صادمة في الماضي.
وتناولت أخصائية علم النفس الإكلينيكي، الدكتورة كريستال لويس من المعهد الوطني للصحة العقلية، هذه المسألة عندما أوضحت كيف أن بعض البالغين "قد يخشون الظلام نتيجة لتجربة سلبية مروا بها في الليل. سواء كان ذلك سرقة أو هجوماً أو شيء من هذا القبيل بخلاف ذلك، وقد ربطوا التجربة بالليل والظلام".
وتقول لويس إن معظم الأطفال يختبرون نوعاً من الخوف البدائي من الظلام، ويخرجون منه بعد فترة "وسواء كان ذلك بسبب الوحوش الخيالية أو الوحوش البشرية، التي تريد اقتحامنا وإيذائنا عندما يكون حارسنا نائماً، فإن معظم الناس يختبرون الخوف من الظلام في مرحلة ما من حياتهم".
وبحسب بعض التقديرات، فإن ما يصل إلى 11% من سكان الولايات المتحدة يخافون من الظلام.