نيروز الإخبارية : برعاية سمو الأميرة ريم علي، عضو مجلس مفوضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، انطلقت مساء أمس الأحد، فعاليات مهرجان الأفلام الأوروبية بدورته الـ 34 على مسرح مركز هيا الثقافي بعمان، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي وتنظيم سفارات دول الاتحاد بالشراكة مع هيئة المعاهد الثقافية التابعة للاتحاد بالأردن وبالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام وأمانة عمان الكبرى ومركز هيا الثقافي.
ولفتت سفيرة الاتحاد الأوروبي في الأردن ماريا هادجيثو دوسيو، في كلمة لها بحفل الافتتاح؛ إلى أن هذا المهرجان السينمائي بدورته الرابعة والثلاثين الأطول استمرارا في الأردن منذ انطلاقه ومواصلته تقديم العروض، ويمثل الحدث الرئيس لدى الاتحاد الأوروبي على تقويمه الثقافي في الأردن، مما يسهم بفتح مساحة للتعاون بين الثقافات والتبادل والتنوع والحوار وتعزيز القيم المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والأردن.
وأشارت إلى أنه في هذا المهرجان الذي يشتمل على 14 فيلما أوروبيا حديثا، بالإضافة إلى فيلم أردني حائز على جوائز، نقدم للجمهور في عمان الفرصة لاكتشاف الناس والمناظر الطبيعية والتقاليد في أوروبا، والإنتاج الذي لا يصل إلى دور السينما التجارية.
وقالت دوسيو إن تجربة الاتحاد الأوروبي في التنوع والتعددية تعد رصيدًا كبيرًا لتعزيز السياسات الثقافية كمحركات للسلام والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلدان الأخرى.
وأشارت إلى أن التنوع الثقافي يعد جزءًا لا يتجزأ من قيم الاتحاد الأوروبي الذي يلتزم بشدة بتعزيز نظام عالمي قائم على السلام وسيادة القانون وحرية التعبير والتفاهم المتبادل واحترام الحقوق الأساسية، مبينة أن تعزيز التنوع من خلال العلاقات الثقافية الدولية يعد جزءًا مهمًا من دور الاتحاد الأوروبي باعتباره جهة فاعلة عالمية.
وقالت دوسيو إن هذا ينطوي على التزام بتعزيز "العلاقات الثقافية الدولية"، من خلال الدعم والمساعدة الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي للدول، ودعم الاتحاد لتعزيز الثقافات المتنوعة للدول الأعضاء من خلال "الدبلوماسية الثقافية".
وبينت أن لدى الاتحاد الأوروبي الكثير ليقدمه للعالم ومنها تنوع أشكال التعبير الثقافي، والإبداع الفني عالي الجودة والصناعة الإبداعية النابضة بالحياة.
وأشادت دوسيو بالعلاقات والتواصل الوثيق الذي يربط الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء مع الأردن، لاسيما فيما يتعلق في موضوعات التنوع والتعددية لتعزيز السياسات الثقافية كمحركات للسلام والتنمية الاجتماعية والاقتصادية مما يسهم في إقامة حوار مثمر وتفاهم دائم بين مجتمعاتنا؛ ويشجع الإدماج الاجتماعي ويساعد في مكافحة التحيزات والتطرف وكذلك السلوكيات المتعصبة وكراهية الأجانب.
وثمنت دور الأردن في تعزيز الحوار والتفاهم الثقافي، وحماية التنوع والتراث الثقافي، ومحاربة التطرف، مشيرة إلى أنه لهذه الأسباب، علاوة على المناظر الطبيعية الرائعة في مجال السينما يجري اختيار الأردن كل عام تقريبًا من قبل العديد من الإنتاجات الأوروبية كموقع تصوير.
وأشارت دوسيو إلى أن عام 2022 هو العام الأوروبي للشباب، إذ جرى تخصيص مهرجان هذا العام لجيل الشباب من الرجال والنساء الذين عانوا أكثر من غيرهم خلال الوباء، لافتة إلى أن المهرجان ينتهز هذه الفرصة لتسليط الضوء على الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه الشباب في بناء مستقبل أفضل، ومستقبل أكثر اخضرارًا، وأكثر شمولاً، ورقميًا، مع الكثير من الفرص للتعلم والتفاعل مع بعضهم البعض.
وقال مدير عام الهيئة الملكية الأردنية للأفلام مهند البكري في كلمته؛ إن السينما ولدت في أوروبا، منوها بأن الأوروبيين لديهم إرث في صناعة الأفلام السينمائية يعود إلى 130 عاما كونهم كانوا رواد هذا الصناعة، وأن السينما الأوروبية تميزت بسرد قصص عن العالم الحقيقي.
وعبر عن تقدير الهيئة لشراكتها مع مهرجان الأفلام الأوروبية التي بدأت عام 2008، مشيرا إلى أنه سيجري عرض عدد من أفلام المهرجان في مراكز الهيئة في محافظتي إربد والعقبة.
وأشار البكري إلى أن الأردن كان وجهة تصوير جذابة لصانعي الأفلام الأوروبيين في السنوات الماضية، مبينا أنه جرى بالتعاون مع الهيئة، تصوير أكثر من 37 فيلمًا أوروبيًا أو فيلمًا مشتركًا مع أوروبا في الأردن.
ولفت إلى أن الهيئة وقعت أخيرا اتفاقية إنتاج صوتي ومرئي مشترك مع بلجيكا في الصناعات السمعية والبصرية، معربا عن أمله بالتوسع بالتعاون مع الدول الأوروبية الأخرى.
ونوه البكري بأن الأردن أصبح لاعباً رئيساً في دور السينما العالمية والقصص السمعية والبصرية من خلال صناعة أفلام الروايات والقصص الأردنية.
وأعرب سفير جمهورية التشيك في الأردن يوزف كوتسكي؛ عن سروره بأن يكون فيلم افتتاح المهرجان، الفيلم التشيكي "حضارات"، لاسيما وأن جمهورية التشيك تتولى حاليًا رئاسة الاتحاد الأوروبي.
ونوه بالتعاون مع الأردن في مختلف المجالات لاسيما الثقافية منها، مشيرا إلى أن جمهورية التشيك تشارك بشكل متواصل في هذا المهرجان منذ 14 عاما.
وتحدث عن فيلم الافتتاح التشيكي "حضارة"، مشيرا إلى أن الفيلم الذي جرى تصويره في جميع أنحاء العالم في خمس قارات، استغرق إنجازه سبع سنوات من العمل بسبب وباء كوفيد -19.
وقال إن العرض الأول لفيلم حضارة كان في 12 تشرين الأول الماضي في دور السينما التشيكية، منوها بأن عرضه في عمان ضمن فعاليات المهرجان يعد العرض الأول له دوليا.
وفي تسجيل صوتي مصور، تحدث كل من مدير معهد المصريات في براغ مؤلف فيلم الافتتاح التشيكي البروفيسور ميرسلاف بارتا والمخرج بيتر هوركي أعربا فيه عن سعادتهما بأن يعرض الفيلم في عمان، مستعرضين أبرز مراحل تنفيذ وإنجاز الفيلم.
وكانت مديرة مركز هيا الثقافي ريم عريضة، أشارت في كلمة ألقتها في مستهل حفل الافتتاح إلى أن انعقاد الدورة الـ34 للمهرجان يتزامن مع الذكرى 46 لتأسيس مركز هيا الثقافي.
واستعرضت مهام ودور المركز منذ تأسيسه عام 1976، منوهة بدور القرية الثقافية التي يضمها المركز والموجهة لتنمية معارف ومدارك وثقافة الأطفال. وجرى بعد ذلك عرض فيلم الافتتاح الوثائقي التسجيلي التشيكي "الحضارة".