بعدما كانت الجمال الساعد الأيمن للمستعمرين الأوروبيين عندما وصلوا إلى القارة الأسترالية، حيث ساعدتهم، أثناء تنفيذ المشروعات الكبرى في القارة، وذلك بعد جلبها من الهند وأفغانستان وشبه الجزيرة العربية، منذ بداية الأربعينيات من القرن التاسع عشر، أصبحت مصدر إزعاج اليوم.
فعندما يكون الطقس حارا وجافا، تتوجه الأبل في الغالب إلى المستوطنات بحثا عن الماء، وتقوم بتحطيم الأسوار المحيطة في محاولة للوصول إلى المياه المتكثفة، الناتجة عن أجهزة تكييف الهواء، مما يسبب أضرارا بالغة
وهذه التصرفات التي تقوم بها الجمال، دفعت المسؤولين إلى السماح للسكان بإطلاق الرصاص عليها، بانتظام وبأعداد كبيرة. وتشير التقديرات إلى أنه يتم قتل ما بين 3600 إلى 4000 جمل سنويا، لاستخدام لحومها في تصنيع أعلاف الحيوانات، كما يتم تصدير 400 جمل حي سنويا، وقتل ألف جمل آخر لأغراض الاستهلاك البشري.
وحاول بول مارتن الذي أسس عام 2015 مزرعة "سامر لاند كاملز" بولاية كوينزلاند، إنقاذ الأبل بابتكار استخدام لمنتجاتها. وتمثل ذلك في الترويج لتناول الجبن والآيس كريم المصنوعين من حليب الأبل، أو مشروب القهوة بحليب الأبل ويطلق عليه اسم الكاملتشينو بمقهى المزرعة، ومن المعروف أن حليب الأبل غني بالحديد وفيتامين سي.
ويوضح مارتن أن حليب الأبل يتمتع بالعديد من الفوائد الصحية الإضافية، بما في ذلك أن الأشخاص الذين لا يستطيعون هضم مادة اللاكتوز السكرية الموجودة في حليب البقر، يمكنهم الاستمتاع به فهو لا يتخثر في المعدة، ولا يتسبب في حدوث التهابات عند بعض الأشخاص، مثلما تتسبب فيه أنواع أخرى من الحليب.
وبالإضافة إلى منتجات الحليب، تبيع مزرعة "سمر لاند كاملز" أيضا كريمات لليدين وغسول للجسم، وأول مشروب فودكا منتج من الأبل في العالم، ويمكن للمستهلكين شراء المنتجات عبر الإنترنت في بعض الدول الآسيوية.