يبدو مستقبل «تويتر» غير مؤكد بعد رحيل عدد كبير من المهندسين الذين رفضوا الشروط الجديدة التي وضعها إيلون ماسك، وتتلخص بالالتزام بنظام عمل صارم وبلا شروط أو الرحيل من شبكة التواصل الاجتماعي المؤثرة.
وذكر موظفون سابقون وعدد من وسائل الإعلام الأمريكية أن مئات الموظفين ردوا بـ «لا» على الإنذار النهائي للمالك الجديد ورئيسه الذي خيرهم بين العمل بلا كلل لبناء «تويتر 2.0» ثورية أو المغادرة براتب ثلاثة أشهر.
وكان نصف العاملين البالغ عددهم 7500 قد سرحوا قبل أسبوعين بقرار من الملياردير وحوالي 700 موظف استقالوا خلال الصيف، حتى قبل التأكد من عملية الاستحواذ.
رحيل الأصدقاء
وقال بيتر كلوز، وهو مهندس كمبيوتر ومدير في «تويتر» كما ورد في ملفه الشخصي على «لينكد-إن»: «رحل أصدقائي.. الرؤية ضبابية.. عاصفة قادمة وليس هناك حافز مادي.. ماذا تفعل؟ هل ستضحي بوقتك مع أطفالك خلال الإجازات من أجل وعود غامضة وليصبح ثري أكثر ثراءً».
وكغيره من العاملين في «تويتر»، تحدث بالتفصيل عن مخاوفه موضحاً أنه لم يكن يكره إيلون ماسك وكان يريد لتويتر أن ينجح. لكنه أوضح أنه لم يبق سوى ثلاثة مهندسين من أصل 75 كانوا في فريقه.
وأضاف: لو بقيت لاضطررت للعمل بشكل دائم بلا توقف مع دعم قليل جداً لمدة غير محددة على أنظمة كمبيوتر معقدة لا أملك خبرة فيها. وتابع: «لم يتم إشراكنا بأي رؤية ولا وجود لخطة خمسية مثل تيسلا.. إنه محض اختبار للولاء».
ولم يأبه ماسك بالفوضى المحيطة به وكتب في تغريدة «ما الذي يجب أن يفعله تويتر الآن؟». وأعلن بعد ذلك أنه تمت إعادة العديد من حسابات المستخدمين المعلقة على المنصة، لكنه لم يتخذ قراراً بعد بشأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وكتب على تويتر مجدداً: «سياسة تويتر الجديدة هي حرية التعبير لكنها ليست حرية الوصول إلى الجمهور»، واعداً بخفض تغريدات الكراهية في المستقبل. ومساء الجمعة أطلق استطلاعاً جديداً بعنوان «إعادة الرئيس السابق ترامب؟ نعم/لا».
140 موظفاً
من ناحية أخرى، أعلن وزير المشاريع والتجارة والتوظيف الأيرلندي، ليو فارادكار، أن «تويتر» أكدت تسريح 140 موظفاً في دبلن. ونقلت وكالة الأنباء البريطانية «بي أيه ميديا» عن فارادكار رفضه التكهن بما إذا كان سيتم تسريح المزيد من الموظفين مستقبلاً.
وأضاف فارادكار: «لقد تلقينا بعد طول انتظار إشعار التسريح من تويتر اليوم في الوزارة، لقد تم تسريح نحو 140 موظفاً». وتابع: «فليطمئن الطاقم الذي تضرر أنهم سوف يتلقون الكثير من المساعدة الحكومية، سواء أكان في البحث عن وظيفة جديدة أم ما إذا كانوا يريدون إقامة مشروعهم الخاص، أم بالعودة إلى التعليم أو التدريب».
وعند سؤاله عما إذا كانت الحكومة خططت لقنوات للإدارات والوكالات للتواصل مع العامة بشأن مواقع تواصل اجتماعية بديلة في حال انهار «تويتر»، قال فارادكار: «التكهن بشأن زوال تويتر سابق لأوانه». وأضاف: «أياً كانت المنصات القائمة، فسوف تستخدمها الحكومة، وهناك وسائل أخرى كثيرة للتواصل مع الشعب ونشر رسالتك غير تويتر، فبالتالي لسنا معتمدين عليه إطلاقاً لإيصال رسالتنا».