الماضي ١١/٢٢، تجمع محبو الفلسفة تاركين مباريات كرة القدم، مما يشير إلى إدراك الحضور لأهمية تدريس الفلسفة. ولكن المنتدين أصرّوا على إقناع جمهور مقتنع بأن الفلسفة مهمة! هكذا سارت الندوة وبالتأكيد لم يعترض أحد على قرار تدريس الفلسفة ، بل كانوا معجبين بالقرار بل وادعى بعضهم " وصلًا بليلى" مع أن ليلى لا تُقِرُّ له"بذاكا ". لا أحد يشكك بالقرار وأهميته لكنّ النصر لن يتحقّق بمجرد صدور القرار!
فالنصر يحتاج بيئة اجتماعية حاضنة، ولم يعمل أحدٌ شيئًا في هذا المجال علمًا بأن الكل يعرف
أن مقابل كل مؤيد للفلسفة يوجد ألف مشكّكٍ ومعادٍ وربما مُكَفِّر!، وأن عشرات الحملات التوعوية مطلوبة لمقاومة كل من يرفض تعليم التفكير!!، وأنّ المهمة الثانية في إعداد معلمين قادرين
على تدريس التفكير الفلسفي!
ومن المدهش أن نسمع أحدٌ يقول: ما دام الكتاب لم يؤلف فعلامَ ندرّبهم؟ وكأن إعداد معلم الفلسفة ينحصر في تدريبهم على كتاب!! هذا ما زاد مخاوفي من أنّ الفلسفة ليست في أيدٍ أمينة، وأن أخطارها ذاتية في قادتها! حينها فكرت في عبارة شهيرة، وهي: الفلسفة أكثر أهمية من أن تُترك بين أيدي الفلاسفة وحدهم!!
لم يدّرْ ببالهم أننا لا نريد تعليم الفلسفة بل نريد تعليم أطفالنا!!!!
نعم! ليس لدينا معلمو فلسفة ولا تاريخ ولا غير ذلك لسبب بسيط
هو أنهم يعلمون موادهم الدراسية وتخصصاتهم ولا يعلمون أطفالنا كيف يتعلمون ويتفلسفون ويسلكون المنهج التاريخي وغيره!
حلمت وما زلت أننا لا نريد تخريج
فلاسفة ومؤرخين وعلماء وشعراء بل نريد إعداد باحثين في هذه التخصصات ، قادرين على التعلم!
لا أريد أن أقول ارفعوا أيدي أساتذة الفلسفة عن الموضوع- على وجاهة هذا الرأي- بل أقول احذروا أن يترك الأمر لهم وحدهم لتأليف الكتب! لقد سبق لهم ذلك ودمرًوا تدريس الفلسفة
منذ عام ١٩٩٢ حين وضعوا الطلبة والمعلمين أمام طلاسم فلسفية
لم تعش سوى شهور قليلة! وسلّموا الأمر إلى من شتم الفلسفة والعلم والتفكير وقال بأن الاستخارة أسلوب علمي للمعرف!
كعادتي، لا أتوقع نصرًا فلسفيًا قادمًا، فالأمر يتطلب مؤلفين ومعلمين يعرفون الطلبة ولا ينظرون إليهم بأعين سقراط وإفلاطون وأرسطو وكانتْ وديكارت وغيرهم!