تصادف اليوم الذكرى الثلاثون لوفاة الوالد الكريم الطيب الذكر.. الذي انتقل الى الرفيق الأعلى في ١٩٩٢/١١/٢٦.. رحمه الله وغفر له... وجعل الفردوس الأعلى نزله ومأواه... رحم الله الوالد واسكنه فسيح جناته... انا لله وانا اليه راجعون... دائما لا اله الا الله.. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم واتوب اليه... الى جنات الخلد ايها الشيخ الجليل.. وصاحب الوجه الصبوح الرضي المرضي.. علمتنا الجد والصبر والاجتهاد.. ومن صبرك وإيمانك تعلمنا تحدي الصعوبات.. ومواجهة المواقف مهما كانت.. وعلمتنا كيف نأخذ مكاننا بين الرجال.. زرعت فينا إيمانا لا يتزعزع.. وغرست فينا صلة الرحم ومودة الأخوة.. والمحافظة على الجيرة... ومحبة أبناء العمومة.. والأقارب وأبناء العشيرة.. علمتنا كيف يكون الستر.. وكيف تكون الصدقة.. و علمتنا كيف يكون التعامل والخلق الحسن.. و علمتنا كيف نحافظ على الأصدقاء والمحبين.. وكيف يكون الوفاء لمن اسدى إليك معروفا... وكنّ لك احتراما... زرعت فينا إيمانا وعزما وتصميما وارادة.. و علمتنا كيف نكون رجالا نملأ مكاننا.....رغم ضيق ذات اليد دفعت بنا إلى المدارس والجامعات... وكنت الواعي المثقف الذي نهل من مدرسة الحياة.. وكنت محبا للعلم والمتعلمين.. فأبيت الا ان نتخرج جميعا من الجامعات وفي احسن المستويات العلمية بغض النظر عن الأحوال المادية.. رغم انك كنت تحلم ان تكون متعلما... لكنك عوضت نفسك فينا.. كنت تحب الأرض وتزرعها وتجنى حصادها بيديك الطاهرين الكريمتين.. وكانت لك فلسفة خاصة في الحياة... وتشحن عزائمنا.. وتحثنا على الجد والعمل وتقول : (غبار المصلحة ولا زعفران الباطل)...( ومن ليس له غلام هو غلام روحه)... رسمت لنا منهج حياة بني على الإيمان بالله والخلق الحسن وربيتنا على الصدق والوفاء.. وعلى حب الخير ومحبة الناس.. كنت مدرسة بحد ذاتها.. وكنا تلاميذك فيها.. ونجحت في دفعنا الى خضم هذه الحياة مسلحين بإيمان وخلق وعلم.. وهذا ما نريد أن نوصله إلى أبنائنا واحفادنا...
الوالد الحبيب.. رحمك الله وانت تنام قرير العين.. لقد كنت دوما متصلا مع الله.. مكانك المعهود في الزاوية الغربية من مسجد القرية.. وانت المحافظ على الصلوات.. كنا نحاول مجاراتك في الحفاظ على الصلوات الخمس.. لكن انّى لنا ذلك الصبر والإيمان الذي كان عندك.... لكن والحمد لله الذي جعل من ذريتك من يقيم الصلاة..
يارب في هذا اليوم.. وفي ذكرى وفاة الوالد العطرة.. اجعل مسكنه الفردوس الأعلى من الجنة... يارب ارحم والدنا... لقد كان النسر الذي يظلنا بحناحيه... كان يقبل على الحياة وقد اعد العدة.. من التوكل على الله والأخذ بالاسباب حتى كان النجاح دائما حليفه.. رب ارحمه واغفر له... لقد كان أنموذجا لقصة حياة حافلة بالإيمان والصبر والصلاة والقوة على مجالدة الايام.. توجت بنجاح عز نظيرة.. فكسب الدنيا والآخرة بإذن الله.. . لنا من حياتك تاريخ سيبقى مدار الاعتزاز... وعبرة تصلح دروسا للحياة.. ملكت مواصفات القيادة والرجولة كلها.. فتركت لنا ارثا نعتز به.. ولنا من قصة كفاحك شرعة ومنهاج حياة..رحمك الله الصابر الكبير صاحب العزم وانت تقول لي حينما اسعفتك فجرا إلى المدينة الطبية / مركز القلب.. على مهلك لا تسرع.... رحمك الله الى جنان الخلد. يارب تقبله واقبله.. واغسله بالماء والثلج والبرد.. وباعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب.. اللهم امين...محمد خلف الرقاد ابو مشعل ..